السبت، 25 أغسطس 2012

عن مشوار الكتابة وسارقى الحروف - مقال

طبعاً أنت مش مُلزم بقراءة قصة حياتى فلو مش فاضى اقفل، لو عندك خمس دقائق كمل قراءة ..
البداية كانت طبعاً من وأنا صغير وكنت بحب القراءة والكلام إللى أنتوا حافظينه ده، بس البداية الحقيقية كانت فى مكانين "الفيس بوك" موقع التواصل الاجتماعى إللى غالباً بتقرأ الكلمات دى عليه و"اللجنة الثقافية" بكلية تجارة جامعة عين شمس إللى بدرس فيها ..
البداية كانت مقال بسيط جداً بيتكلم عن حال البلد بلغة بسيطة وأخطاء أدبية كتير، نزل على الفيس بوك فى صفحة ثقافية لاقى أستحسان البعض فاتشجعت ومقال فى مقال لحد ما توقفت وإللى عندى قلته!
بدء المشوار الحقيقى مع أول قصة وكان أسمها "مظاهرة" وإللى برده لاقت أستحسان البعض وقصة فى قصة بقى عندى بتاع تلات أربع قصص وخمس مقالات مثلاً وكان قمة الفخر وأنا انتقل بيهم على اللاب توب والناس إللى أعرفهم باخد رأيهم فى القصص "الناس دى تعبت معايا أوى، أنا شخصياً بتعب نفسياً لما بقرأ الحاجات دى دلوقتى" وبعدين لقيت أعلان عن اللجنة الثقافية، وبما إنى الكاتب الذى لم يجدّ الأدب بمثله رحت منتفخ الاوداج - فاصل من الكلام الفخيم - وهناك اكتشفت الحقيقة المرة، لا أنت الوحيد ولا أنت الأفضل!
الأمر إللى اتأكدلى على الفيس بوك بعد كدة، ماشاء الله البلد كلها مواهب سواء فى الشعر أو القصة أو الخواطر ..
يمكن فى اللجنة الثقافية كان التميز الوحيد بالنسبة لى أنى كاتب القصة الوحيد والبقية يكتبون الشعر، ودى حاجة كويسة لأنى كان هيجيلى أحباط حاد لو كان فى قاص حقيقى فى اللجنة، المهم نظام اللجنة الثقافية وإللى أى حد ممكن يشترك فيها سواء جوا الجامعة أو برا - دعاية وكدة - إن الكتاب يجتمعون ويقول واحد العمل بتاعه والباقى ينقدوه ده غير طبعاً ورش الشعر والقصة والنقاشات المفتوحة ..
قصة فأخرى بدء الاسلوب يتطور شوية، ومع قراءة ألوان جديدة من الأدب والقصة كل حاجة بدأت تتغير بسرعة، وكنت بحاول اجرب فى كل حاجة كتبت درامى ورومانسى وكوميدى ومسرحى وفلسفى - فى كلام مهم جى أصبر الرغى هيخلص دلوقتى - يمكن إللى اتعلمته من اللجنة الثقافية على المستوى الأدبى كتير وعلى المستوى الشخصى اكتر!
قاعدة أن أى مكان تكون فيه لازم تصارع عشان تحقق حاجة، ويمكن حتى أنا لم اكن أتخيل أن ذلك الفتى طويل القامة الذى يلقى بأعماله ويرحل - أيوة كانوا بيسمونى كدة زمان فى اللجنة - يقعد فى يوم من الايام على أنه رئيس النادى الادبى الحدث الاكبر أسبوعياً أو ينظم معرض اللجنة الثقافية وهو الحدث الاكبر عموماً، وبالرغم من أختلاف أسباب بقائى فى اللجنة مع الوقت إلا أن الحاجة العامة هى إنى بحب شغل اللجنة ده ولم يكن يوم فرض عليا، وعلى مستوى الكتابة بقى كنت بدأت اكتب الومضات - إللى هى الاقتباسات الصغيرة اللى بتنزل على صورة - وكانت كل علاقتى بالفيس بوك إنى بنزل عليه قصة مثلاً وعليها صورة وأعمل تاج لاصحابى وشكراً ..
لا صفحات ولا كلام من ده وكنت شايف نفسى أن أنا لم أصل لحاجة يعنى عشان أعمل صفحة، وأستمر الأمر فترة على الحال ده لحد ما صديقى
"قمر الزمان محمد" وإللى بدين ليه بحاجات كتير أوى فى المشوار ده عمل مشروع "ديوان" عبارة عن صفحة لنشر أعمال صغار الكتاب وقالى أعمل صفحة ليك وأشترك، فى الاول ماطلت كدة ومكنتش عايز وبعدها أشتركت، فى البداية كنت بنزل الومضات من غير صورة ولا أى حاجة من دى فى ستاتس عادية وعدد الناس كان قليل معظمهم معارف ومعارف المعارف، وبدأت الصفحة مع الوقت تزيد والحاجات إللى بنزلها عليها تزيد، وفى المجمل أنا أدين للصفحة دى بأيام وشهور من السعادة، وما هو اكثر ..
بدأت انزل الومضات مع صور زى بقية الناس ما بتعمل وانزل قصص على الصفحة والحمد لله كان فى قبول، والعمل إللى بكتبه لو وفقت فيه بيكون فضل من الله ولو اخفقت بيبقى سهو منى، بس اكيد مفيش حد بيبقى بيكتب حاجة وعارف إنها سيئة أو مش هتروق للبعض، اكيد أنا عايز اكتب حاجة تلقى أستحسان الناس ..
كان فى ناس نقدها بيبقى لاذع أوى بس الواحد كان بيستغل ده ويحسن من نفسه قدر المستطاع، الكلام المهم بقى!
أول حادثة سرقة لحاجة أنا كاتبها ..
فى الاول أنا كنت مأمن ومش متخيل أن حد يسرق كلام يعنى بس مع أول مرة بتشوف كلامك متبوع بأسم حد غيرك بتحس بغضب وحزن وأكتئاب، سرقة الاشياء المادية يمكن أهون ..

الكلام مبيتكتبش بسهولة كدة، ده أنت بتعيش حالة وبتفكر وبتدفع وقت وفكر ويمكن لو القصة حالتها حزينة تكتأب معاها ويمكن فكرة تخليك مش عارف تعمل حاجة فى حياتك لحد ما توظفها صح، وحتى لو الموضوع سهل، ده مبرر لسرقة؟
فكرة أنك تسرق كلام من على النت حاجة سهلة مش مبرر!
وإن أنت تنسب كلام غيرك لنفسك ده ضعف فى شخصيتك، أنت كدة بتسرق جزء من شخصيتى أنا وبتنسبه لنفسك، جزء من الذكريات والافكار، تخيل أنك بتسرق من واحد شخصيته وبتنسبها لنفسك عشان ناس لا يهتموا بأمرك أصلاً يقلولك "الله أنت كلامك جميل أوى" أو تثير أعجاب حد بعينه!
رد فعل سارقى كان بلوك ظريف والله أعلم مسح الاعمال بتاعتى ولا لا لأنه كان بروفايل شخصى مش صفحة وكان بيسرق العمل بصورته! مشكلتى وقتها كانت أن الصفحة عدد الناس فيها قليل ولو كل إللى فيها سرقته صفحة كبيرة هبقى خلاص مفيش أمل فى أستعاده الحق، إنضمامى لقافلة مما قرأت عن طريق صفحة شباب الكتاب "مبدعون مما قرأت" خلى الأمر ده يتغير ..
مما قرأت عاملة زى سوبر مان الأدب على الفيس بوك، يمكن لم تتاح لى الفرصة عشان اشكرهم وهما أصلاً مش مستنيين ده بس لازم نقول أن مما قرأت كونت على الفيس بوك كيان رائع للأدب ومحتوى يفيد فعلاً ويرقى بالجيل، وكمان فرصة لشباب الكتاب أنهم ينشروا أعمالهم والناس تشوفها وهو الشىء اللى حتى دور النشر متقدرش تعمله، باشتراكى فى قافلة مما قرأت وصلت للناس اكتر والصفحة زادت وهو الامر إللى كنت فاكر أنه هيمنع موضوع السرقة بس العكس تماما هو إللى حصل، اكثر من صفحة بقت بتنزل الاعمال دون أسمى وأحياناً بأسم السارق وطبعاً الموضوع ده مش بيحصلى أنا بس، كتاب كتير بيحصل معاهم كدة، وإللى بيسرق مش بيفكر أنه ممكن يكسر قلم مبدع للأبد لأنه خلاه يحس أن تعبه راح، مش بس كدة لما العمل يتنشر بكذا أسم أو من غير أسم لا أنت بتستفاد ولا غيرك بيستفاد، بيبقى عمل ملوش صاحب والمتضرر الوحيد الشخص إللى مسك ورقة وقلم وكتب ..
الكتابة لا هى العمل البطولى ولا هى العمل المحرم، بس الكتابة شىء عظيم
ومكرمة فى كل الاديان زى ما السرقة محرمة فى كل الاديان، لازم الناس تعى أن لما تسرق كلام وتنسبه لنفسك تحسب سرقة، أنت مش بتسرق عشان تسد حاجة، أنت بتسرق عشان تغذى غرورك بشخصية وكلام لا يمتوا لك بصلة وحاجة سيئة أن الكتاب يعملوا صفحات وجروبات لمكافحة الموضوع ده، والأسوء أنه يقولك أنت بتسرقنى فترد عليه ببلوك أو تشتمه بدل ما تعتذر وتديله حقه، والساكت عن الحق شيطان أخرس، لو شفت سرقة قدامك متسكتش ..

وأخيراً شكر واجب بقى للناس إللى ساهموا فى المشوار ده ..

- الكاتبة المُبدعة شيماء على، سواء على المستوى الشخصى أو الأدبى
- الشاعر وصديقى العزيز قمر الزمان محمد، سواء على المستوى الشخصى أو الأدبى
- اللجنة الثقافية بكلية التجارة جامعة عين شمس بكامل أعضائها والقائمين عليها
- صفحة المسرح التى اشرف بكونى أدمن فيها
- مشروع ديوان
- مجموعة العمل القائمة على صفحة مما قرأت والصفحات التابعة لها
- الكتاب إللى أتحدوا وعملوا جروبات وصفح عشان يرجعوا حقهم

ودمتم سالمين وبخير ..


***

الأربعاء، 8 أغسطس 2012

دورة الحب - قصة قصيرة

ينظر لنفسه بالمرآة ..
دورة الحب تجول برأسه كالشعر الأبيض الذى لاحظ إنه بدأ يتوغل بفروة رأسه للتو!
فى البداية أحب فتاة من نيويورك، علم إنها ترى أحدهم، تركها وفى اليوم التالى نسى حتى اسمها ..
ثم تعرف على صديقة من العمل شربا القهوة معاً، طلبت منه أن يوصلها للمنزل .. أحبته، لم يحبها!
أخبرها بالأمر بكل صراحة فصفعته على وجهه!
بعدها فى ملهى ليلى رقص مع فتاة، شربا حد الثمالة، ثم رقصا ثانية ..
ذهبت معه للمنزل، مارسا الجنس!
فى الصباح سألها عن اسمها، قبلته وقالت لا داعى لذلك وتركته، كان بحاجة للحب والجنس، كانت بحاجة للجنس فحسب ..
يتجه بسيارته صوب المنزل، كانت تحتاج المساعدة، سيارتها اللعينة توقفت فى منتصف الطريق!
ساعدها، تعرفا، أحبها وأحبته!
تناولا العشاء معاً، قبلته!
أفضل قبلة حصل عليها ..
ظروف العمل أجبرته على السفر وتركها .. جعلها تبكى!
عاد من السفر وتوجه لمنزلها، رآها تقبل أحدهم أمام المنزل ..
جعلته يبكى!
جلست بجانبه فى السينما، بكت تأثراً بالمشهد الرومانسى، كان يضحك منها فى سره وما إن رأى وجهها حتى إصطنع التأثر، أعطاها منديل فقبلته بالرغم من أن حقيبتها لا تحوى سوى عشرات المناديل وبضع الدولارات ..
أحبها وأحبته، تناولا العشاء معاً .. قبلها!
كانت أفضل قبلة حصلت عليها - هذا ما قالته على أى حال -
رقصا معاً، حاول أحدهم مضايقتها، ضربه، إنتفخت عينه إثر لكمة فى المشاجرة!



مارس معها الجنس بعين منتفخة، أخبرته إنه أوسم هكذا!
قدم لها خاتم الزواج، أخبرته أنه يتعجل الأمر!
إبتعدت عنه فجأة وفى يوم رآها مع أحدهم!
تركها، عادت إليه!
سألها عن اسمها فصفعته على وجهه!
ظل بقية اليوم يشرب المارتينى محاولاً نسيانها ..

إستيقظ، يتجه للحمام وينظر لنفسه بالمرآة ..
الشعر الابيض يغزو فروة رأسه، عينه تعافت من أثر الورم، تنهد وتذكر دورة الحب فى حياته ..
خرج من المنزل، جارته تلقى التحية ..
تبدو فاتنة اليوم!
وتستمر دورة الحب ..


***