الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

طريق سعادة إجبارى - قصة قصيرة

وقفت واضعاً عيناى على نظام نظرة ثابتة هائمة وعدلت من وضع صدرى إلى وضعية تنهيدات حارة متقطعة وأوقفت كل مهام عقلى الروتينية وأنا أنظر إلى عينيها سوداء اللون فى استسلام تام، استسلام مريض للنوم نتيجة لحقنة بنج مركزة ..
نعم يا سادة، إنه الحب!

- أستاذ محمود مش معقول كدة بقالى خمس دقايق واقفة، فين دوسيه المناقصة؟

كاد يقفز مخى خارج جمجتى ويهتف بها: أستاذ محمود مش فى حالته الطبيعية، مش وأنتى قدامه على الاقل!
افقت أخيراً من سكرات الحب هذه، فتحت الدرج الثانى وتحسست يدى المظروف الثالث فى ذلك الصف الطويل واخرجته ثم أعطيته لها وإبتسامة بلهاء واسعة تملىء وجهى، نظرت لى فى ريبة فرفعت أربع من أصابع يدى اليمنى مشيراً لها بالتحية وإبتسامتى تزداد اتساعاً وبلاهة، تبسمت محاولة منع ضحكاتها ودخلت مكتبها ..
صرت اتقافز فى مكتبى ويصدر فمى كركرة طفل قد انتقل للتو فى رحلة بين السماء والارض منتقلاً بين يدى والده على نغمات دقات قلب أمه الخائف حين فتحت باب مكتبها ثانية، توقفت عن القفز فأرتفع حاجباها فى دهشة وقالت: على أى حال متخليش حد غيرك يزعجنى!
أعتقد أن الابتسامة التى ملأت وجهى ثانية كانت مناسبة تماماً لقياس طول شفتاى ثم أومأت برأسى مجيباً لأمرها، اغلقت الباب فجلست على مكتبى ومرت نصف ساعة فساعة فساعتين وأنا على هذا الحال حتى بدأت عيناى فى التفريط فى الدموع فهمست لنفسى: مش دلوقتى، مش هنا على الاقل!
ترى لم فكرت فى البكاء هذه المرة، كان سبب بكائى لا يفارقنى وكأنه يريد سيولاً من الدموع يروى بها شعيرات ذقنى التى بدأت تنبت على أمل ألا يجزها موس حلاق ككل مرة ..
سبب بكائى يا سادة أن عكس كل القصص المعتادة فانا لست المدير وهى السكرتيرة، إنه العكس تماماً فأنا أعمل لديها، بل وموظف غير ماهر بالمرة، أنا حتى لا أعلم لم تبقى علىّ إلى الآن!
ربما تتسائلون الآن عن سر سعادتى الاولى، حسناً الامر بسيط فأنا كمن أحرز هدفاً ولكنه الهدف الوحيد فى مبارة أحرز فيها الخصم دستة أهداف، إنه هدف حفظ ماء القلب بالنسبة لى .. رؤيتها!
تلك المعجزة التى تحدث يومياً، أصدقونى القول يا سادة فرؤية من تحب هى نعمة تستحق كل الشكر!

- محمود عايزاك!

تلك الجملة! إنها السحر ذاته، تقولها فتسلب منى روحى التى تتنطلق مع جملة "جاى حالاً" فتسبقنى إليها، كفانا حديثاً إنها تنتظرنى الآن!
طرقت الباب ودخلت فلم أجدها، اقتربت من مكتبها قليلاً فوجدت رأسها مدفونة وسط اكوام من الاوراق وما أن أحست بوجودى حتى هتفت بصوت رجولى غريب: بقولك أيه يا أستاذ محمود معلش، عم رجب مجاش انهاردة وأنا محتاجة قهوة ضرورى!
هتفت فى إستنكار: أيه ده!
نظرت إلى تلك النظرة الغاضبة المستنكرة فأكملت بسرعة: إزاى عم رجب يعمل كدة، ثوانى وتكون القهوة جاهزة!
إبتسمت وعادت لأوراقها ..
أه، تلك الحركتان المتتاليتان .. غضب وإستنكار ثم إبتسامة عذبة!
أحس معها إننى أسقط من الطابق الخامس عشر وأثناء سقوطى بجوار الدور الثانى المح فتاة ملائكية صغيرة تبتسم وتلوح لى فأبتسم بدورى فاتحاً ذراعى للأرض!

تركت لها قهوتها وعدت لمكتبى أنهي بعض أعمالى حتى دقت ساعة مكتبها معلنة الرابعة ففتحت باب مكتبها ثم ألقت علىّ التحية اليومية المعتادة: أنا خلصت يا أستاذ محمود، متنساش تقفل المكتب كويس!
أومأت برأسى وأنا أتابعها تخطو مغادرة وأنهيت ما كنت أفعله ثم غادرت بدورى، على ناصية الشارع وجدتها هناك داخل إحدى السيارات تجلس على المقعد المجاور للسائق والمقعد المجاور لها فارغ، فاتجهت بكل ثقة وفتحت باب السيارة وجلست بجوارها فصرخت فىّ: أستاذ محمود، بتعمل أيه؟
قلت متعجباً وأنا أخرج مفتاح السيارة: هنهزر بقى؟ أنا خايف لتصدقى موضوع السكرتير ده بجد!
مالت علىّ فى دلال وهمست: ما أنت إللى مش راضى أجيب حد تانى لحد ما السكرتيرة الجديدة تيجى
أمسكت أذنها بيدى وأنا أعيد عليها ما حفظته بالفعل: مية مرة اقول مفيش رجالة يشتغلوا فى المكتب وأنا اجازتى هتخلص قريب وهرجع شغلى والسكرتيرة الجديدة هتبدء شغلها كمان يومين، وعم رجب ده بقى لازم يمشى!
افلتت أذنها من بين يدى وأصطنعت الغضب فقلت بسرعة: عم رجب لازم يفضل!
أبتسمت وقالت فى شفقة: ده راجل غلبان، وبعدين مش كفاية بينزل يوم فى الاسبوع!
ادرت السيارة وأنطلقت بها فتسلل تيار من الهواء عبر نوافذها وحينها لمعت دمعة بعيناى فقلت لها بصوت ملؤه الضيق: تعرفى إنى فكرت أنهاردة أن موضوع السكرتير ده بجد!
همست: وبعدين؟
فرددت: ملكيش دعوة
صاحت: يا سلام!
أمسكت يدها مُقبلاً أياها وأنا اقول فى شغف: عارفة الواحد مبيعرفش قيمة كل حاجة حواليه إلا فى تجليات فكرية كدة بتجيلى ساعات و ..
قاطعتنى صارخة: نظريات فلسفية تانى!
التفت برأسى لها وأنا اقول: بقيتى بتكرهى النظريات الفلسفية دلوقتى؟
صرخت: الطريق يا محمود!
رددت فى برود: والنظريات الفلسفية؟
صرخت فى خوف: بحبها، والله بحبها!
عدت التفت للطريق وهى تتشبث بكتفى ..
لا يا سادة، لن ينتهى الأمر بحادث سيارة مأساوى، إنها قصة سعيدة تماماً
وكيف لا تكون القصة سعيدة وأنا بجوارى إمرأة مثلها؟
أختيارات قليلة هى تلك التى تجعل من مسار حياتك طريق للسعادة الإجبارية، وأنا لم اكن يوماً من هؤلاء الذين يلجمون قلوبهم واضعين المعايير والشروط، كان قلبى يقودنى ويجر جسدى خلفه ربما ترك به بعض الندبات التى شفيت مع الزمن ولكنه أنطلق بى إلى مسار دائم من السعادة بجوار إمرأة اختارها لى هو، وكم أحسن الاختيار!

انطلقت بالسيارة عائداً للمنزل وأنا أتحدث طوال الطريق عن النظريات الفلسفية ..
أه حسناَ، نامت على كتفى فى النهاية ولكنها كانت توافقنى الرأى بهمهمات تصدرها أثناء نومها بين الحين والاخر كالاطفال، دعونى أخبركم إذاً بأحدى نظرياتى الفلسفية عن النهايات السعيدة ..
إنها دائماً هناك تنتظر كل منكم، فقط أخرج من الظلام ثم أركض واقفز وحلق ولا تتوقف وحين تقع لا تنسى أن تمسح مكان جرحك وتخرج له لسانك كالأحمق ثم تكمل الركض، فقط أركض بلا توقف حتى تجد من يشاركك الركض، وعندها ستجد أن السعادة شعور رائع .. للغاية!


***

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

ظلام ساطع - قصة قصيرة

علت دقات الساعة التى تآكلت حوافها وعبث الصدأ بعقاربها الحديدية العتيقة معلنة الثانية عشر، كانت تعتلى أحد حوائط الغرفة التى إخترقتها المياة فكونت طبقة هشة من الطلاء تتساقط كلما أغلق أحدهم باب الغرفة بقوة، الغرفة التى يفوح منها كل الروائح الكريهة التى يمكن تخيلها حتى أن من بينهم رائحة الموت ذاته!
بالغرفة سرير وحيد بجواره خزانة ملابس حديدية مغلقة بقفل صدأ كمعظم محتويات الغرفة، تمدد مالك الغرفة على السرير مرتدياً جلباب واسعة وكان يسبح عقله فى عالم آخر بينما إسترخى جسده المنهك تماماً ولعل دلالة هذا الإنهاك هى تلك السيمفونية التى كانت تنطلق عبر أنفه بين الحين والآخر ولم يقطعها سوى صوت شهقة الفزع التى أطلقها بغتة ليستيقظ فتمسح عيناه أنحاء الغرفة الضيقة بسرعة ثم تتحسس يداه الصندوق الخشبى الذى جعل منه منضدة وضع عليها ما تسعى إليه يداه ..
مصحف صغير أمسكه فى عناية ثم وضعه جواره ثانية، وبأعين لونتها طبقات من اللون الاحمر ألقى نظرة أخيرة على الغرفة وعاد للنوم!
كانت الغرفة بلا نوافذ، فقط يفصلها عن العالم ذلك الباب الخشبى المتآكل، لم يكن الباب الخشبى يفصل الغرفة عن عالم الأحياء، فأقرب أرض عامرة كانت تبعد أكثر من عشرة كيلومترات، إنه يفصلها عن عالم آخر، عالم خاص بسكان ذلك المكان الذى يحيط بالغرفة من كل جانب ..
المقابر!

على مقربة من الغرفة جلسوا فى شكل دائرى، لو أن هناك صفة تجمعهم جميعاً فهى تلك البشرة الشاحبة وذلك الصوت الخافت ..
أربعة رجال وإمرأتان يتبادلون الاحاديث التعارفية المعتادة ولكن بتلك النظرة المرسومة على أعينهم بدا وكأنهم يفعلونها للمرة التى وصلت لآخر الارقام الحسابية، وبدء هو الحديث بلهجة تحمل خشونة أحباله الصوتية ..

-        لم أكن المذنب على الإطلاق وحتى أبى أجبروه على الامر!

بدا عليهم جميعاً الفهم إلا هو، رجل يجلس جوار إحداهن وعيناه لا تفارق مكان جلوسها، وهى بين الحين والآخر تنظر له خفية، عاد المتحدث لإكمال ما بدء فى لهجة تزداد خشونة ..

-   الثأر! لعنة الصعيد التى إبتلعت أبنائه ظالماً وبرىء، طفل وشيخ!

ربت الرجل الجالس بجواره على كتفه ثم سعل وبدء الحديث كمن سيلقى خطاب سياسى هام ..

-   كان خطأ ساذج، عليك دائماً إحضار متخصص للقيام بتلك المهام، أعنى أن مصباح الشرفة ليس بالشىء المهم ولكنه إصرار زوجتى اللعينة!

هز الجميع رؤوسهم وكأنهم يؤيدون حديثه، وبدا عليه الإستياء لرؤيته الرجل نفسه وقد نام على كتف الفتاة الجالسة جواره!
جاء دور السيدة العجوز فهمست بصوت واهن ..

-        الوحدة فحسب جعلت الامر مقبولاً، بل مرغوباً!
كنت أنتظره وأتمناه ولكن حتى فكرة أن يحدث وأنا وحيدة كانت مؤلمة للغاية، فلو كنت وحيدة لأننى لا أمتلك من قلوب الناس شىء لتقبلت الأمر ولكننى أنجبت العديد من القلوب القاسية!

هزوا رؤوسهم فى أسف بينما علا صوت تثائب صاحبنا فنظروا له جميعاً نظرة عدائية عدا الفتاة الجالسة بجواره، كانت تنظر له فى إشفاق!

إنطلق صوت دعاء الفجر عبر الراديو العتيق الذى وضعه الحارس بعناية أمام الغرفة ومؤشره لا يتحرك من على إذاعة القرأن الكريم إلا يوم وقفة العيد فى جلسة سمر تستمر طيلة الليل وسط الأصدقاء، حين وصل إليهم الصوت حولوا نظرهم للشاب الجالس جوار العجوز يحثونه على الكلام، فبدا مرتبكاً وبلسان ثقيل للغاية إنطلقت الكلمات بطيئة مسترسلة عبر فمه ..


-   إنه التسرع والاندفاع، نشوة الشباب وفرحة الإمتلاك، وليت الضرر يقع على المخطىء فحسب، الجميع يشاركونك الخطأ!
يشاركونك تحمل مسئولية غبائك وتهورك، اللعنة على السيارات ومن يرغب فى إمتلاكها!

نظراتهم له ضاعفت إرتباكه ولو لم يكن الجو شديد البرودة لتساقط العرق من كل خلية بجسده، حين إنتهى إنتقلت نظراتهم للفتاة التى كانت مشغولة بمراقبة صدر الرجل النائم على كتفها يعلو ويهبط، بالرغم أن نظرة عينيها لم تكن توحى بذلك على الإطلاق، كانت نظرة شخص يرى أكثر أحداث الأرض إثارة وأهمية، نظرة شخص يرى حدث يستحق الموت لأجله ..
حاصرتها نظراتهم المتسائلة فضمت يدها بقوة وألقت عليه نظرة أخيرة وبصوت مرتجف أدت دورها ..

-        من أجلى كان يطارد المرض، من أجلى كان يلعن المرض، من أجلى كان يكره المرض!
أخبروه إنه ليس وراثياً ولا يأتى إلا فى حالات نادرة، كان يتألم لألمى، وعدنى إنه سيلحق بى، وعدنى إنه لن يفارقنى!

وحين إنتهت لم يبد أحدهم أى إهتمام بالإستماع إلى الرجل الجالس بجوارها، بدوا وكأنهم يحسدونه بل ويكرهونه أيضاً!

إخترق النور أغشية السماء ليولد فجر جديد، لم يتبق من صحبة الليل سوى ذلك الرجل الذى لم يؤثر عليه ضوء الشمس ويمنحه شىء من اليقظة، بل فعلت هذا يد تلك الفتاة الصغيرة، فتح عيناه ثم أغلقها ثانية حين تسللت أشعة الشمس إلى قرنيته ثم عاد يفتحها ببطء ..
أمسك بالكيس البلاستيكى الذى أخفاه خلف ظهره وإستخدمه كوسادة فى وقت ما من الليل  ثم أخرج منه أحد محتوياته وأودعها يد الفتاة الممدودة، وما إن فعل حتى همت الفتاة بالركض ولكنه إستوقفها ونظر إليها نظرة متسائلة فبدا على وجه الفتاة وكأنها تذكرت شيئاً ثم جلست وبدأت تتلو شىء ما بصوت خافت وما إن إنتهت حتى أعادت محاولة الركض دون أن يمنعها الرجل، ولكن إستوقفها شاب صغير هذا المرة، كان قد تخطى السادسة عشر للتو تستطيع تمييز هذا من ذلك الشارب الخفيف والوجه الذى سكنته الحبوب ..
إستوقفها الشاب الصغير وحاول الإستيلاء على ما أعطاها الرجل للتو فقام الأخير من مجلسه وحاول تخليص الفتاة من يده، عاند الشاب وصفع الفتاة منتزعاً ما بيدها وهنا لم يتمالك الرجل نفسه فأرسل لكمة إستقبلها وجه الشاب فإختلعت ضرسه المسوس وسقط أرضاً، وهنا قام الشاب فى خطوات تدرب عليها كثيراً ولكنها كانت المرة الأولى فى التنفيذ!
أخرج الأداة الحادة من جيب سترته المهترئة وقفز نحو الرجل وأسكنها قلبه ثم أدارها داخله وإنتزعها ثانية وفر هارباً، ولم ينس ما سرقه من يد الفتاة!
تناثرت الدماء من فم الرجل وهو يحاول النهوض وحين أدرك أن محاولاته ستفشل زحف نحو الكيس البلاستيكى الذى لم يلاحظه الفتى أثناء هربه وأعطاه للفتاة التى وقفت تبكى منذ صفعها الشاب، أعطاها الكيس البلاستيكى محاولاً رسم إبتسامة على فمه الدامى وسقط ..
بدا للفتاة وكأنه ينظر لأحدهم ثم همس: أنا قادم!
وكانت آخر كلماته ..
نظرت الفتاة فى الإتجاه الذى ينظر إليه الرجل فى إستغراب ثم تفقدت محتوى الكيس وهمت بالركض ولكنها توقفت وعادت تجلس جوار الرجل محتضنة الكيس البلاستيكى بإحكام شديد كأم تمسك بإبنها الرضيع ثم بدأت تلاوات جديدة ..

أوقد حارس المقابر عدد من الأخشاب تبعث فيه الدفء وعلا صوت الراديو ..

"إذاعة القرآن الكريم من القاهرة الساعة الآن الثانية عشر بعد منتصف الليل، نترككم الآن مع تلاوة عطرة للقارىء الشيخ عبد الباسط عبد الصمد من سورة الأعراف"

على مقربة من غرفته كانوا يجلسون، ينظرون جميعاً لرجل مطعون القلب ويستمعون له بشغف ..
أربعة رجال وإمرأتان يجلسون فى شكل دائرى، أحدهم يملك جسد محطم يجلس بجواره رجل مصاب بطلق نارى فى عنقه وهناك تلك العجوز التى رسم أحدهم الأسى والكأبة على وجهها بإتقان، وشاب رأسه مهشمة تماماً وفتاة شاحبة اللون للغاية ..
إستكمل الرجل مطعون القلب حديثه وهو يمسك بيد الفتاة ..

-   لم اكن أظن أن الأمر سيصل لهذا الحد، أنا أشفق على مصيره ولكنه أسدى لى خدمة العمر، لقد حقق لى ماتبقى من أمنيات، أمنيات من ذلك النوع الذى لا تعيش لتحققه بل السبيل الوحيد إليها هو الموت، أعنى إنهم يقرنون الموت بالظلام ولكننى لا أرى الآن سوى نور وجهها المبتسم!

تأهبت العجوز للحديث ظناً منها إنه إنتهى ولكنه أمسك يد الفتاة بقوة أكبر وإختتم حديثه ..

-        يكفى إننى بجوارها الآن .. وللأبد!

إبتسمت العجوز فبرز فمها الخالى من الأسنان ثم عادت الكآبة تجثم على وجهها وسيطر الحزن عليها حين همست بصوت واهن ..

-        الوحدة فحسب جعلت الأمر مقبولاً ..


***