الثلاثاء، 5 نوفمبر 2013

لا أحد يصطاد فى غابة البشر - مقال

3 ديسمبر 2013
ثلاث دقائق بعد منتصف الليل

أنا أحتضر ..
لا أعلم إن كان هذا من طقوس الإحتضار ولكننى أشعر أن هناك أشواك بعقلى!
هل سبق أن أحسست أن هناك أشواك تنمو مخترقة عقلك؟ حسناً إنه شعور مؤلم للغاية!
اليوم أدركت أن كل الاشياء قد تُدرج تحت قائمة "علم لا ينفع وجهل لا يضر" هذا لو أردنا نحن ذلك!
مخزونى من الصودا على وشك النفاذ!
هل سبق أن أحسست أن هناك أشواك ..
اللعنة على نوبات الصداع!

***

4 يناير 2013
الشيطان الآن يمارس طقوس العقد الثلاثة على النائمين وربما المستيقظين أيضاً!

أحب اغنية يقول مقطع منها ..
Because they took your loved ones
But returned them in exchange for you
But would you have it any other way?
You couldn't have it any other way!

أسمعها الآن تحديداً، هذا مقطع مؤثر للغاية!
أه بالمناسبة، متى كانت أخر مرة أحسست فيها بالشبع التام؟
إنه شعور سىء، عليك أن تكون جائعاً دائماً لتستمر اللعبة!
يمكننى الآن أن أتفهم من أين يأتى الأثرياء بكل هذا البرود ..

***

5 يناير 2013
إنه النهار الآن فى الجانب الآخر من الكرة الارضية

تخيلى الكارتونى لنظرة الملحدين كما يُطلق عليهم أو يطلقون على أنفسهم لأصل الإنسان تجعلنى أرى مشهد لإنسان يركض عارياً وذيله يتطاير خلفه والكرة الارضية تدور من تحته بينما يصرخ هو: جئنا من الطبيعة!
ثم يسقط ميتاً ويمر بذلك النفق المظلم الذى تجد فى آخره نور ساطع ولكن لا ينتهى الامر هكذا فقد تعيده الطبيعة فى شكل قطة مثلاً، وحينها سنجده يصرخ: عدت لكم ولى سبع أرواح هذه المرة!

"مواء شرير متقطع"

***


6 يناير 2013
تماماً فى الوقت الذى تعوى فيه الرياح بالخارج حاملة معها ما خف حمله من القمامة لتنقلها من مقلب لأخر

أثناء عزلتنا نفكر فى الأصدقاء وفى شخص نبادله الحب ونتمنى هذا بشدة كضوء ساطع يخرجنا من الغرفة المظلمة وصوت ضحكات يعلو على الموسيقى الحزينة ودقات قلب سريعة بدلاً من تلك الهادئة المملة، ولكن حين يتحقق لنا كل هذا نجد أننا أخذنا أقل كثيراً مما نتمنى وأن العزلة كانت أفضل، وحينها نتمرد ..

 ***

7 يناير 2013
قد أكون الآن إسقاط فى أحلام النائمين، ربما يرانى بعضهم رمز للخير فى حلم متفائل ويرانى البعض الآخر رمز للشر فى كابوس مفزع .. C'est La Vie

علاقة البشر بالدين والدنيا من الأشياء التى تستحق التوقف عندها كثيراً!
ما أغرب فصيل واحد منه من وصل لدرجة عبادة الحيوانات والأجرام السماوية ومنه من يرفض فكرة وجود إله من الاساس ومنهم من يأله نفسه ويقول هل علمت لكم من إله غيرى؟ أمر غريب بحق!

جميعنا نعلم أن أهم متطلبات الدين هو الزهد فى الدنيا ولكن كل منا يظن نفسه العبقرى الذى سيحقق المعادلة المستحيلة بالجمع بين كلاهما وفى أثناء المحاولة نسقط أمواتاً عالقين بين السماء والارض، بين الدين والدنيا، بين الزيف والحقيقة ..
   
***
14 يناير 2013
ترى كم من بشرى يعذب الان؟ كم تحوى جدران السجون من أرواح مظلومة ومعذبة؟ كم قدم لبشرى تطأ رأس بشرى أخر؟

المرضى النفسيين أو المجانين الممسوسين كما كانوا يطلقون عليهم فى العصور الوسطى ويحبسونهم فى الاقفاص بينما يشاهدهم العامة كما لو كانوا حيوانات من فصيلة جديدة أكتُشفت للتو نالوا قسطاً وافر من التعذيب وإمتهان الكرامة، ولكن أنظر إليهم الآن! إنهم يحكمون العالم!
من الأقفاص الصدأة إلى كل قصر ملكى وجمهورى فى العالم، لقد حجزوا كل المقاعد الأمامية وبعد أن تمت لهم السيطرة الكاملة قادوا البشرية نحو حروب مدمرة أتت على كل شىء، إنه الانتقام!
ينتقمون لأجل الايام الخوالى، أعنى أنظر إلى الحروب العالمية!
جواسيس، أسلحة مدمرة، مدن تُمحَى بأكلمها ..
أليس كل هذا أختلال نفسى وعقلى؟

***

30 يناير 2013
إنها أمسية أخرى مناسبة لإحضار المسليات وزجاجة من الصودا ومشاهدة العالم يحترق فى تلذذ

كإنسان أستطيع أن أخبرك أن هناك خطأ ما، بل وأستطيع أن أخبرك إننا جميعاً نشعر بهذا ولكننا لا نتحدث عنه، نحن لا نتحدث عن العديد من الأشياء فى الحقيقة ولعل الأشياء التى لا نتحدث عنها هى الأكثر أهمية!
على أى حال جميعنا نعلم أن البشرية تسير فى الاتجاه الخاطىء منذ زمن، الجميع يعلم هذا ولكنهم لا يتحدثون عنه، أنت تقف فى طابور طويل للغاية ولا يمكنك الخروج منه، مجرد خروجك عن النظام يعنى إقتناصك وبأبشع شكل ممكن!
أنظر لحال البشر، أنظر بعين الزمان لتلك الكائنات المسكينة التى تركض منزعجة فى كل مكان من الكوكب ..
فى يوماً ما مضى لم نكن هكذا، لم نكن تلك الكائنات الكسولة الواهنة!
إليك ما حدث ..
وضعنا الحيوانات فى أقفاص وصرنا نلقى لهم الطعام متجاهلين كل قوانين الطبيعة الصارمة، وإن أردت معرفة حجم الضرر يمكنك مشاهدة أسد يصطاد فريسته ويأكلها وأسد أخر يلتهم قطعة لحم فى قفص ألقاها له الحرس بروتينية!
وتماماً كما فعلنا بالحيوانات فعلنا بأنفسنا ولكننا كنا أسخياء للغاية فى هذا ..
أنت فرد من مليارات البشر يقفون فى طابور طويل أمام مطعم ما يعد لك الطعام جاهزاً لتأكله وتنصرف بل وربما تتذمر لو تأخر النادل قليلاً، أرجوك لا تحاول إخبارى أنك تسير على الخط الصحيح!
مقارنة برجل إصطاد ولو طائر صغير وأعده لنفسه فى حفلة شواء فردية أو رجل غرس بذرة فى الارض وأكل حصادها فأنت لست سوى آلة تزودت بالوقود لتكمل مهمتها!
لقد خدعنا، أقسم لكم أننا خدعنا!
جذبتنا التكنولوجيا والأضواء كما الذباب حتى صعقتنا الكهرباء فى فخ محكم للغاية!
المحميات الطبيعية ليست سوى أقفاص كبيرة وكما برعنا فى صناعة القفص المناسب لكل حيوان صنعنا لأنفسنا قفص يناسبنا، قفص يتناسب مع الطبيعة البشرية المتمردة التى لن تقبل أن ترى القضبان وتصمت لذلك صنعنا قفص لا يرى بالعين المجردة ونصّب بعضنا أنفسهم حراساً على هذا القفص الكبير ..
نلهث خلف التكنولوجيا ونكاد نموت لو غابت عنا الكهرباء يوماً، تخلينا بملىء إرادتنا عن جزء من أرواحنا ووضعناه فى ومضات كهربية تسير عبر الأسلاك فى آلات مختلفة الأحجام والأشكال والوظائف!
إذاً فقد دمرنا الغاية التى صنعتها الطبيعة لنفسها وفوق جثتها الخضراء بنينا غابة بشرية حُرِمَ فيها الصيد اللهم إلا بعض الحيوانات المسكينة ذات الفرو الكثيف الذى تعلقه الحمقاوات على اكتافهن، ولكن هذا ليس كل شىء!
حتى وأنت داخل القفص لم يتركوك وشأنك، أنظر إليك وأنت تشاهد فيلماً وتتأثر للغاية مع بطله، تتألم حين يتألم وتبكى حين يبكى، تضحك معه وتحب عشيقته وربما تُرسل لها قبلة فى الهواء حين يقبلها على سبيل المشاركة!
إنه واقع بديل تحياه، لعبوا على نقطة ضعفنا يا صديقى، التأثر!
وكما شاهدت ستتعلم وتنفذ ..
يقول أحمد خالد توفيق ..
"ليتنا أنا وأنتِ جئنا العالم قبل اختراع التلفزيون والسينما لنعرف هل هذا حب حقاً أم أننا نتقمص ما نراه "

إنها كارثة حقيقية، ويمكنك أن تبحث أكثر وتعدّ كم الاطفال الذين ماتوا أو ربما قتلوا حين قفزوا بملىء إرادتهم عبر الشبابيك ظناً منهم أنهم يتمتعون بقوى خارقة عقب مشاهدة فيلم ما عن بطل خارق!
ويمكنك أن تبحث عن الاشخاص الذين تعلقوا بممثل أو مغنية وصاروا يطاردوهم ومنهم من غير شكله ليصبح مشابه لهذا أو لتلك ..
كيف يرضى الانسان أن يكون صورة؟ أن يكون مجرد مسخ ونسخة من أصل؟
مهلاً .. أليست ما يسمونها عمليات التجميل فى حد ذاتها أمر غريب؟
أمر غريب أن تغير من شكلك ولون عينيك وتفاصيل جسدك!
متى أصبح الانسان رسمة تُعدل وتُجمل؟
كما تدور الأرض حول نفسها وحول الشمس ندور نحن حول أنفسنا وحول الأرض وحين يصيبنا الدوار نجلس فى مسرح كبير لنشاهد فقرة الساحر فنشاهد ونصفق بحماس، وبالرغم أن الجميع يعلم أن هناك خدعة ما وأن هذا المسرح ليس إلا واجهة أما أسفله وعلى أطرافه تكمن ملايين الخدع إلا أن التصفيق يزداد عندما ينحنى الساحر معلناً نهاية الفقرة ونجاح الخدعة، ينحنى لمن خدعهم للتو فقط لتنجح الخدعة تماماً ولكن حين يعتدل وترى وجهه سيصيبك الذهول لأنك حينها لن ترى سوى نفسك!

***

3 ديسمبر 2013
ثلاث دقائق بعد منتصف الليل

أنا أحتضر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق