"لقد عاد موسى، عاد موسى
يا بنى إسرائيل!"
نداء يتردد فى كل مكان ..
الجميع يركضون ليروا موسى
ويسمعوه ويتحدثوا إليه، البعض فرحاً بعودته والبعض الأخر يملؤه الحذر والخوف ..
-
أخبرنى يا هذا، هل حقاً عاد
موسى؟
-
هذا ما يقولونه!
-
وهل ستذهب إليه؟
-
جميعنا سنذهب ولكن حسبك تلقى
الأسئلة ولم تعرف عن نفسك بعد، أنا لم أرك بيننا من قبل!
-
أنا حطاب من فلسطين سمعت عن
موسى وما فعله بفرعون وجنوده فجئت لأرى نبى الله!
-
خير فعلت، وماذا تعرف أيضاً عن
موسى؟
-
ليس الكثير، أطمع فى أن تخبرنى
أنت بعض ما لديك!
-
حسناً إذاً لنذهب لموسى وأخبرك
عن رحلته مع بنى إسرائيل فى الطريق
قالها وبدء السير متبوعاً من
الحطاب الغريب ثم بدء يقص عليه ما يعرفه ..
"بعد نجاة موسى وبنى
إسرائيل من فرعون وجنوده أتجهوا لفلسطين، كان طريقاً طويلاً ولكن المخاطر والعقبة
الحقيقية تكمن فى الفتن التى واجهوها أثناء الرحلة حيث شاهدوا قوماً يعبدون عجلاً
فذهبوا لموسى يسألونه إله كهذا يعبدونه فما كان من موسى إلا أن عاتبهم فكيف يشركون
بالله وقد أنقذهم للتو من فرعون؟
ثم جاء يوم الميعاد حيث ذهب
موسى للقاء ربه ثلاثون ليلة -أصبحت أربعين فيما بعد- ليعلمه الله أياته فجعل أخاه
هارون أميراً على بنى إسرائيل، بنى إسرائيل الذى كان هو أحدهم ..
السامرى!
كان السامرى رجلاً يظهر الإيمان
والإخلاص ولكن حين تدقق النظر بعينيه تجد الخبث والنفاق، وأثناء غياب موسى أخذ
السامرى الذهب الذى يحمله بنى إسرائيل بحجة تخليصهم منه وصنع عجلاً ذهبى يصدر
خواراً غريب وأخبر بنى إسرائيل أنه إله موسى فتعجب الناس كيف يكون هذا هو إله موسى
وقد ذهب للتحدث إليه فأخبرهم السامرى أنه نسى أن الإله هنا فصدقه بعض بنى اسرائيل
وبدءوا يطوفون حول العجل الذهبى ويعبدوه من دون الله، وهنا جاء هارون محاولاً أبعادهم
عن طريق الشيطان فهددوه وكادوا يقتلوه ومنذ هذا الحين والجميع ينتظر عودة موسى"
وصل الرجلان لساحة كبيرة تجمع
بها الناس وسمعوا عجوز يقول بصوت واهن: لقد أخبر الله موسى بما فعل السامرى فرمى
الألواح التى يكتب فيها أيات الله غضباً له وعاد
ثم ساد الصمت فجأة وسمع الجميع
موسى يقول بلهجة عتاب: أطالت فترة غيابى أم أردتم غضب الله؟
سرت همهمة بين الناس وقال شاب
هامساً لجاره: لقد عاتب موسى أخاه هارون ودافع هارون عن نفسه قائلاً "هددونى
وكادوا يقتلونى وخفت أن تقول فرقت بنى إسرائيل"
علا الصمت ثانية حتى ظهر هو ..
السامرى، يسير مطأطأ الرأس
ويخشى النظر لوجه موسى، وبدء الجميع بصب جام غضبهم عليه حتى أشار موسى بيده فعادوا
للصمت ..
سأل موسى السامرى عن فعلته
فأخبره إنه رأى جبريل أثناء هربهم من فرعون وأخذ شيئاً من أثر فرسه وألقاه على
العجل ليصدر ذلك الخوار ..
إحمر وجه موسى وقال غاضباً:
إذهب، لا نريدك! لا تمس ولا تُمس! جزائك عند الله!
والتفت لبنى إسرائيل قائلاً: يا
بنى إسرائيل، يا من عبدتم عجلاً من ذهب دون الله، إن عقاب الأثمين من الله هو أن
تقتلوا بعضكم بعضاً حتى يتوب عليكم ويطهركم من ذنبكم!
سرت همهمة بينهم وأبتعد الجميع عن الذين طافوا حول العجل فبدء كل منهم
بالنظر للأخر وفجأة أشهر كل منهم سلاحه ليضعه فى قلب الأخر، وسقطوا جميعاً!
ثم أمر موسى بصهر العجل وألقاؤه فى البحر، وأستعاد الألواح لتكون ألواح موسى هداية للناس، وليكمل الطريق مع بنى إسرائيل ويقابل فتن جديدة ..
ثم أمر موسى بصهر العجل وألقاؤه فى البحر، وأستعاد الألواح لتكون ألواح موسى هداية للناس، وليكمل الطريق مع بنى إسرائيل ويقابل فتن جديدة ..
وسار السامرى فى الأرض، يسير
دون هدف وقد حلت عليه لعنة الله ..
لا يمس ولا يُمس!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق