الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

أعراض طفولية - قصة قصيرة

يجلس على مكتبه حائراً، كل أعراض التفكير مرسومة على وجهه، الأعين الزائغة، الفم المفغور، وفجأة ظهر أمامه عجوز أشعث يتكأ على عصا من المعدن فقال الشاب بلهجة ساخرة: هو ليه دايماً راجل عجوز؟ هى القصص مبتتغيرش أبداً؟ يلا اتفضل انصحنى ماهى نقصاك!
بدا على العجوز الاضطراب وهو يتقافز ثم همس بصوت مكتوم: الحمام! عايز اروح الحمام!
نفخ الشاب فى ملل وهو يقول: طلعتنى من جو الدراما، اتفضل أهو هناك على شمالك!
عاد الشاب للجلوس على مكتبه ولم تمض دقيقة حتى ظهر العجوز جواره فجأة فقال الشاب بلهجته الساخرة: مخضتنيش على فكرة!
أشار له العجوز بعصاه قائلاً: اصبر بقى خلينا نقول الكلمتين
أشاح الشاب برأسه وهو يقول بملل: عارفهم! قديمة!
رد العجوز متعجباً: عارف إيه؟
صاح الشاب: اللى هتقوله!
مال عليه العجوز هامساً: طب هقول إيه؟
اقترب الشاب من أذنه وهمس ببعض الكلمات فصاح العجوز: آدى اللى خدناه من الانترنت!
ثم اختفى كما ظهر، التفت الشاب لينفض بيده سحابة الدخان التى تركها العجوز مكان اختفائه فوجد فتاة تقف بجوار السرير تمثل كل ما تحمل كلمة جمال من معنى وبيدها تفاحة وما أن قضمت قطعة منها حتى سقطت على السرير مغشياً عليها فصرخ الشاب: نهار أزرق، هتجيبيلى مصيبة!
حملها واتجه ناحية شباك غرفته وألقى بها ثم نفض يديه وعاد يجلس على كرسى مكتبه فسمع صوت تحطيم خافت فاعتدل واقفاً ليرى شاباً فى حجم عقلة الإصبع قد دهسه عند جلوسه فهمس الشاب: إنت إيه اللى وداك هناك؟
ثم حمل جثته وألقاها لقطته التى مضغتها فى تلذذ، وأخيراً لمحت عيناه ما ظنه فى البداية حبلاً طويلاً يتدلى بجوار شباك غرفته ففتح الشباك ليجد أن الحبل ليس إلا شعر جارته الذهبى فأستأذن منها فى توصيلة وسمحت له وما أن أمسك بالشعر الذهبى حتى اختفى، وسقط!

"اكتب يا بنى، أعين محولة، فم وأنف فى وضع استنكار غريب، لسان مدلى خارج الفم، وعلامات بلاهة عامة تغطى وجه الضحية، اكتب كمان إن فى قصص مصورة وجدت جنب الضحية وإن سبب الحادث غالباً الانتحار"

تابع الشاب كلام ضابط المباحث فى غيظ وكان قد ارتدى زى أبيض ونبت له جناحان صغيران كما أنه كان يمسك بقيثارة ذهبية وهو يتجه للسماء!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق