جلس فى مكتبه الخاص يحاول كتابة شىء ما، كان الصمت يسود
كل شىء حين ألقى نظرة روتينية على حجرة المكتب، فحجرة المكتب هى مكانه المفضل بتلك
الفيلا التى يسكن بها مع عائلته الصغيرة حيث تقع بالدور الأرضى وتطل على الحديقة
الأمامية ..
اخيراً عدل من وضع نظارته وبدء
الكتابة، ولم يكد يكمل السطر الثالث حتى علا صوت الأرجوحة الذى شتت افكاره، إنهما
ولداه يلعبان بالحديقة كعادتهما، ابتسم لسماع ضحكاتهم ومزق الورقة ثم اخرج أخرى وبدء
من جديد ..
كان قد قارب على الإنتهاء من
الصفحة الاولى حين سمع صوت إرتطام مكتوم فخرج إلى الحديقة فزعاً، ولكن ما أن رأى
ولديه يكملان اللعب ثانية بعد سقوط عمر عن الأرجوحة حتى علت الإبتسامة شفتيه مرة
أخرى، فوقف يتأملهما قليلاً ثم عاد للمكتب ومزق الورقة القديمة واخرج ثالثة جديدة،
ألقى نظرة أخيرة على الحديقة قبل أن يمسك القلم، إنهما يلعبان الاستغماية الأن!
وبعد أن سرح بعقله قليلاً أمسك
قلمه وخطّ سطر واحد ثم خرج يلهو مع طفليه، ولم تمر دقيقة على مغادرته المكتب حتى دلفت إليه زوجته وهى
تمسك بادوات التنظيف، فقد جاء دور المكتب فى خطة النظافة التى أعدتها
ألقت نظرة هى الأخرى على الحديقة
عبر نافذة المكتب الواسعة فإبتسمت لرؤية زوجها يلهو مع طفليه وكأنه ثالثهما ثم
لمحت تلك الورقة على المكتب وقرأت سطرها الوحيد فعلت إبتسامة حانية شفتيها، ذلك
السطر الذى كُتب عليه بخط واضح وعريض ..
"ليس المهم أن
أسجل قصة حبى لها أو كم أحُبها، فيكفى أن أعترف إنها السبب فى كل ما أنعم به الأن
وأنا أقدر ذلك .. بشدة!"
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق