جلس شادى يسطر ورقة إمتحانه
بقلق، اول مادة فى الإمتحانات دائماً ما تكون صعبة بحق، كان كل شىء يسير بنفس
الروتين الذى اعتاده فى الفصل الاول حتى سمع ذلك الصياح خارج اللجنة ..
كان مراقب الدور فى مشادة
كلامية مع أحد الطلاب الذى استند على عكازين ووضع عصابة على عينه اليمنى كتلك التى
تراها فى أفلام القراصنة، احتدت المشادة بين الأثنين حتى دفع المراقب الطالب فى
صدره فسقط أرضاً وبدء يزحف نحو اللجنة ساحباً العكازات خلفه والمراقب يصرخ به
ولكنه ظل يزحف نحو اللجنة رافضاً كل عروض المساعدة التى قام بها زملائه حتى دخل
اللجنة ورفع نفسه جالساً على اقرب مقعد فارغ ثم وضع العكازاين بجانبه بحرص ..
اخيراً وزعت اوراق الاسئلة وبدء
الإمتحان وانهمك الجميع فى الاجابة، حتى صاح المراقب بصوت جهورى: إنتهى منتصف
الوقت، من يريد الذهاب يمكنه تسليم ورقة اجابته ومغادرة اللجنة!
فأستند شهاب على عكازيه وسلم
ورقته مغادراُ اللجنة وحين لاحظ شادى هذا سلم ورقته هو الأخر لاحقاً بشهاب ..
وكان الأخير يسير بخطوات متأنية
متجهاً للمصعد الخاص بذوى الإحتياجات الخاصة فأوقفه شادى قائلاً: أعذرنى لتطفلى
ولكننى أريد معرفة ما حدث بينك وبين المراقب، كنت أراك باللجنة فى الفصل الاول ولكنك
لم تكن هكذا!
حك ذقنه ونظر للأرض مكملاً:
اقصد عينك وتلك العكازات، ماذا حدث؟
أسند شهاب ظهره إلى الحائط
مجيباً سؤال شادى بأخر مثله: ألم تسمع عن ثورة يناير؟ تلك التى يتغنون بها فى
التلفاز!
تراجع شادى محدقاً فيه بذهول
قائلاً بصوت مرتبك: أنت، أنت أصبت أثناء الثورة بالفعل؟
تنهد شهاب ربما لذكرى جالت
بخاطره وزمجر: نعم، أى شىء أخر؟
- ما سر عراكك مع مراقب الدور؟
- فضولى أنت إذاً! حسناً كان
يريد ادخالى لجنة خاصة بالمعاقين، ولكننى رفضت هذا وأردت الإمتحان بلجنة الفصل
الاول الخاصة بى ..
"كيف يجرؤ؟" هتف بها شادى فى سخط!
فضحك شهاب بعصبية قائلاً: لا
تبالى يا صديقى، أنا اكتسبت لقب معاق لبقية حياتى وهم لايزالوا ينعمون بوظائفهم واعمالهم
العادية، مئات إستشهدوا وألاف تحولوا لمعاقين وكأن شيئا لم يكن!
هز شادى رأسه بأسف فأكمل شهاب:
أتعرف ما يؤلمنى بحق؟ ذلك اللقب اللعين، معاق! أقسم لك أن إعاقتى الجسدية هى أهون
على من إعاقتهم الفكرية!
قالها وأستند على عكازيه ليركب
المصعد ..
المصعد المخصص للمعاقين!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق