الجمعة، 2 ديسمبر 2011

شكوى المريض للميت - قصة قصيرة

"قد يكون حوار بين روح وجسد، قلب وعقل
قد تكون محادثة بين رجل وامرأة، طفل وشيخ
ولكن المؤكد أنها آخر ما قاله أحدهما!"


-        الآن تلجأ لي؟ بعد كل ما فعلت، انظر لكم الخراب الذى صنعته، لقد دمرت كل شيء! انظر لكم ما خسرته، ما خسرناه!
-        لم أكن أدرِ!
-        ومن يدري؟ لا أحد يدرى، إنها العادة! يسيرون فى طرق لا يعلمون نهايتها، يرتجلون! الآن تلجأ لي؟ وماذا ستفعل حين أصلح كل شيء؟ تنتشي، تحتفل، تنعم بما أحققه وتعود محاولاتك للسيطرة على الأمور وإفسادها ثانية!
-        لن أفعل، لقد سئمت!
-        سئمت؟ أي مزاح هذا؟ أنت لا تسأم، أنت لا تتوقف، دائماً ما تريد فرصة جديدة وتختلق الأعذار وتكذب
-        لم أعد أستطيع!
-        لماذا؟ ماذا تغير بعد كل شىء؟ هل كانت الصدمة قوية هذه المرة؟
-        أنا ..
-        أنت ماذا؟ هل افتعلت كذبة جديدة؟ دعني أخمن، ألفتها من دقائق؟
-        صدقني أنا ..
-        آه! قلت صدقني، أنا أعلم ما تعني صدقني فى قاموسك!
-        أنا أحتضر!!
-        أنت ماذا؟ لا، لا يمكنك! لم يحن الوقت بعد!
-        أقسم لك أن الأمر صحيح هذه المرة
-        لا يمكنك الذهاب، بالرغم من كل أخطائك إلا أن سذاجتك وتسرعك وشراسة من حولك أودت بك لتلك الأخطاء، ولكن أن تصل الأمور إلى هذا الحد! حتى قسوتي عليك، إنها من أجلك حتى تصبح أفضل، حتى تتخلى عن تلك المبادىء الواهية والعالم العجيب الذي وضعت نفسك فيه .. ستبقى!
-        أنا آسف!
-        كف عن هذا بحق الله

-        أعلم أنك ستبلي جيداً بدونى!
-        لا، أنا بدونك آلة! جنونك واندفاعك يبثون فيَّ الروح، أنت لا يمكنك الذهاب، ربما ستذهب كعادتك لبعض من الوقت ولكن حتماً ستعود!
-        ربما!
-        أنت تتألم! وأنا اتألم!! نتألم بشدة والعجيب أن الكون لم يتأثر، الحياة لم تقف، نحن تخلفنا عن كل شيء فحسب!
-        إنهم يشاهدون، لا تدع لهم فرصة!
-        تلك الأعين؟ إنها تلاحقنا، أعرفها جيداً، تدور حولك كحلقة من الصقور، تنتظر سقوطك، تنتظر صيد سهل!
-        لقد حان الوقت، تعلم ما عليك فعله!
-        تصحيح الأمور؟
-        أنا آسف، لم يكن هذا ما أردت! لم أكن أريد نهاية كهذه!
-        سأصلح الأمور وعندها ستعود، أعدك بهذا! لا ترد؟ هل حان الوقت؟ سأعيش من أجلي ومن أجلك، لأنك ستعود، مؤكد ستعود!!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق