يقولون إن الله يفعل
ما يشاء مستخدماً كلمتين فحسب "كن فيكون"
فى الحقيقة كلمتان
يصنعان الكثير، فأنا دُمرت حياتى بكلمتين ..
"سرطان بالرئة" قالها
الطبيب لذلك المريض الشاب الجالس أمامه ..
بدا الشاب شاحب الوجه ولمعت
الدموع فى عينيه عندما سمع الطبيب الذى وضع الأوراق وهز رأسه بأسف فتحول شحوب
الشاب الى احمرار الغضب صارخاً فى وجه الطبيب: أنت حتى لم تمهد لى ذلك، ألا تشاهد
أفلام لعينة؟ أنت طبيب فاشل، أنت دمرت حياتى!
قالها وترك أوراقه ما بين إشاعات
وتحاليل وفحوصات وتركها هى أيضاً .. علبة السجائر!
الأفكار تجول برأسه، حساسية شديدة ولد بها بالإضافة لصغر حجم
رئتيه
وتلعب الذكريات دورها فيتذكر
كيف كانوا يضعونه على أجهزة التنفس الصناعى منذ صغره بين الحين والآخر، وهنا يحين
دور الحديث مع النفس فيصمت صارخاً ذلك الصراخ الذى لا يُسمع له صوت خارجى: هم
قتلونى، دمائى معلقة فى رقابهم!
نعم قتلوه، فعلبة السجائر تلك كانت
أول علبة يشتريها فى حياته وذلك ليمزق ما بها ويلقيه أرضاً، طريقة غريبة للتنفيس
عن الغضب!
يتجه لمحل عمله، يبدو رفاقه
كعادتهم يراجعون الأوراق الخاصة بالعمل وكعادتهم أيضاً تصنع سجائرهم سحب من الدخان
تغطى الغرفة التى تضم خمس مكاتب، سحب الدخان البيضاء أثارت جنونه وبدء الصراخ الذى
يسمعه الجميع: لقد قتلتونى، كل منكم شارك فى قتلى، سلبتونى حياتى الثمينة، قتلة!
انظروا لوجهى جيداً ذلك الوجه الذى لن يراه أى منكم ثانية!
قالها وصفع الباب خلفه بقوة، أخذ
نفساً عميقا وبدء السعال ..
آثار دماء على يده حين غطى بها
فمه ينظر إليها بمرارة ويغادر المبنى، يسير فى الشارع وكلما اقترب منه مدخن يرمقه
بنظرات الحقد والكراهية
يتمنى لو انقض عليه وأخرج روحه
بيديه، حين علا صوت هاتفه المحمول!
يقولون إن الله يفعل
ما يشاء مستخدماً كلمتين فحسب "كن فيكون"
ومن الواضح إنه
استخدمهم ليكتشف الطبيب خطأ فادحا فى التحاليل ويصبح المرض الذى لدي بسيط ويسهل
علاجه على المدى الطويل!
أما المدخنين
فكلمتين فحسب ستبرر موتهم او قُل مقتلهم ..
قتلتهم سيجارة!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق