صفع يوسف باب المنزل خلفه بقوة
وخطى نحو غرفته وعيناه لا تبشران بالخير، كان فى الثانية والعشرين من العمر يبدو حسن
المظهر لولا تلك الندبة فى عنقه والتى تقلقه طوال الوقت ..
بدا غاضباً بحق وهو يتجه نحو غرفته
حين استوقفته أمه تسأله بحذر: ماذا هناك؟
أجاب بجفاء: لا شىء!
فتبعته داخل الغرفة وقالت بصوت رانت
عليه نغمتا العتاب والقلق التى تتميز بها الأمهات فى مثل هذه المواقف: لا شىء؟ أنا
أرى هذا، إنه واضح جداً!
ثم ابتسمت وأكملت: يبدو واضحاً
على وجهك الوسيم هذا
قالتها ويدها تداعب وجهه فأمسك
بها وقال بصوت خلا من التعبيرات: أنا آسف ولكننى أريد النوم بشدة، سأصبح أفضل عند
استيقاظى
همست: أنت متأكد؟
مال على يدها يقبلها وقال بصوت
حانٍ: نعم، سأكون بخير
كانت على وشك المغادرة حين
التفتت تسأله: متى تريد أن تستيقظ؟
قال بصوت خارج من الدولاب الذى
دس رأسه به لاستخراج ملابس الفراش: أنا لا أريد الاستيقاظ، أعنى سأستيقظ وحدى حين
أنال ما يكفينى من النوم
أشارت له بيدها وهى تقول بصوت
هادىء: أحلاماً سعيدة!
تمتم بخفوت: ولماذا ستصبح الأحلام
سعيدة؟ هل ستصبح سعيدة كحياتى؟
تلك المأساة الرائعة الملعونة!
ثم ارتدى ملابس النوم وتثاءب فى
لامبالاة متجهاً للفراش وما أن وضع جسده عليه حتى احتضنه الفراش بقوة والأفكار
تدور برأسه، أفكار ما قبل النوم!
تبدو رائعة جداً حين نفكر بها
للمرة الأولى، أفكار قد تغير مسار حياتك وتجعلها أفضل ولكن حين تستيقظ تكون قد
ذهبت بلا رجعة!
ثم تأتي مرحلة النوم وبعدها
الاستغراق فى النوم، وحينها يبدأ عمل الجزء الخفي من العقل، الجانب الذى ينشط فى
فترة اللاوعي ..
العقل الباطن!
ولكن من يدري ربما يعمل العقل
بكامل طاقته؟ من يعرف حقاً ما هى قدرات العقل وماذا يستطيع العقل فعله؟ فالعقل يقع
فى أكثر أجهزة الإنسان تعقيداً، المخ!
وبدأت أولى أفعال العقل متمثلة
فى الأحلام ..
فى البداية كان يركض فى أحد
الشوارع لأن أحدهم يهدده، لم يكن يعرف من هو فهو لم يرَ هذا الوجه من قبل!
هذا ما يظنه فى الحلم، أما فى
الحقيقة فهو إسقاط لشخص رآه فى الحافلة التى أقلته للمنزل وهو الآن يطارده ويريد
رأسه، تحول المنظر فجأة من الشارع إلى سطح أحد المبانى الشاهقة ..
هذا ما يحدث فى الأحلام عادة،
تحولات سريعة لا تصنع أى منطق!
يكمل يوسف الركض والرجل لايزال خلفه
حتى يصل لحافة المبنى فيسمع صوت وابل من الرصاص ويحس بوغز فى مختلف مناطق جسده و
..
ويسقط!
ولم يكد يقترب من الاصطدام بالأرض
حتى انتفض .. واستيقظ!
أنفاس سريعة متلاحقة وربما لإعتياده
هذا الكابوس عاد للنوم ثانية، أكثر يأساً وحاجة للنوم عن ذى قبل ..
وجاءت مرحلة الاستغراق فى النوم
أسرع هذه المرة وعاد لهذا العالم ثانية ولكن هذه المرة كان يقف فى مكتب يطغى عليه
الرقى والذوق الرفيع، به مكتبة كبيرة لم تمتلىء كل رفوفها بعد ..
كان منظراً غريبا أن تشغل الكتب
ذلك الحيز البسيط من المكتبة!
يوجد به أيضاً مكتب أسود يصرخ
بالفخامة والإتقان، فبدأ يتفقد الكتب التى تحتويها تلك المكتبة، أسماء الكتب
يعرفها جيداً، لم يمر على يده كتاب إلا وكان قد قرأه من قبل!
فجأة ظهر ذلك العجوز خلفه
مرتدياً حلة أنيقة بيضاء اللون كلون لحيته وقد خلت رأسه من الشعر وبدا عليه الوقار
وهو يبتسم فى هدوء وظل صامتاً لدقيقتين إلى أن قال بصوت عميق ..
-
كتب جيدة، أليس كذلك؟
-
لقد قرأت بعضها من قبل
-
بل أنا متأكد أنك قرأتها جميعاً!
-
أين انا؟
-
كما هو واضح أنت فى مكتب!
قالها العجوز وجلس على الكرسى
الخاص بالمكتب وأشار ليوسف ليجلس أمامه، ثم أكمل العجوز ..
-
وكما هو واضح بما أننى أجلس هنا
فهو مكتبى!
-
لم تكن تلك هى الإجابة التى أنتظر
-
أعلم أنك تمتلك تلك الإجابة منذ
أول لحظة رأيتنى فيها بالفعل
-
إذن أخبرنى بشىء جديد!
-
الحقيقة يا يوسف أنك تجلس
بالمكتب الرئيسي بعقلك والذى يتحدث إليك الآن هو عقلك نفسه! أهذا جديد كفاية
بالنسبة لك؟
-
أي قول أحمق هذا؟
-
متوقع! دعنى أثبت لك، لقد مر
الكثير ونحن نتحدث ولكن لم يحرك أياً منا شفتيه حتى!!
تراجع يوسف فى مقعده فما قاله
العجوز كان صحيحا تماماً!
إنه يسمع ما يقوله العجوز دون
أن يرى فمه يتحرك كما أنه يقول ما يريد دون أن تتحرك شفتاه ثم أنه لا يتذكر كيف
دخل هذا المكان!
بدأ كل شيء حين وجد نفسه يقف أمام
تلك المكتبة، توقف عن التفكير حين سمع صوت العجوز العميق يقول: وجدت نفسك تقف هنا
دون مقدمات، أعلم هذا وليس لدى إجابة عليه ولكن دعنا نستغل وجودك هنا، دعنى أصطحبك
فى جولة!
لم يكن لدى يوسف ما يخسره أو
شيء آخر يفعله فوافق على عرض العجوز واتجه لباب المكتب حين سمع العجوز يسأله بحذر:
إلى أين؟
فرد عليه بتلقائية: ألم تقل أننا
سنذهب فى جولة؟
ضحك العجوز وأعطاه مظلة أمطار
وأمسك بواحدة ثم قال بحماس دب فيه فجأة: أغلق عينيك فحسب!
عندما فتح يوسف عينيه ثانية كان
يقف على جزيرة تجاورها العديد من الجزر الأخرى يفصل بينها بحر ذو ماء شديد الزرقة
يتوهج منه اللون الأزرق فيعكس ذلك اللون على السماء، ويحيط بالجزر سلسلة من الجبال
والبراكين، كان الجو يعصف بشدة فسارع يوسف بفتح المظلة وعيناه تجولان بالمكان، هناك
بركان على وشك الإنفجار والمكان بأكمله يمر بعاصفة عاتية فهتف يوسف فى استنكار:
أيعقل أن يكون هذا عقلى؟ مستحيل!
"بل هو كذلك" قالها
العجوز، فالتفت إليه يوسف ليكمل: أنت غاضب للغاية، وهذا ما يحدث عادة حين تغضب
ونحن هنا لنضع حداً لهذا!
ها قد أتى غذائى! من الجيد أنك
تناولت الغداء مبكراً اليوم
ما أن انتهى العجوز من حديثه حتى
رأى يوسف تيار من الدماء يندفع أسفل البحر والجزر، بما إنه يقع فى المخ فهو يأخذ
نصيبه من الغذاء ولكنه ليس غذاء العقل الحقيقي على أى حال ..
"أغمض عينيك يا فتى"
قالها العجوز وسط ذهول يوسف الذى أغمض عينيه وما أن فتحها ثانية حتى وجد نفسه على
جزيرة أخرى، كان تأثير العاصفة أقل على هذه الجزيرة وما أن تفقد يوسف الجزيرة حتى
اتجهت عيناه لذلك التمثال الضخم الذى يتوسطها، تمثال لفتاة على أرجوحة وتعلو
شفتيها ابتسامة ساحرة!
بحث عن العقل ليسأله عنها ولكنه
لم يكن جواره ثم لم يلبث أن ظهر طفلاً، ولكن ليس أى طفل إنه هو ولكن حين كان عمره
عشرة أعوام!
تمتم دون أن تتحرك شفتاه: يا إلهى!
كيف يحدث هذا؟
أجابه العقل الذى اتخذ هيئة
يوسف حين كان بالعاشرة من العمر
-
كل شىء يمكن أن يحدث هنا يا
عزيزى! ألا تتذكرها؟
-
لا!
-
إنها أول فتاة أحببتها حين كنت
فى العاشرة من العمر
قالها العقل فبدأت مشاهد
سينمائية تظهر بجوار التمثال، مشاهد له هو والفتاة صاحبة التمثال يلعبون سوياً،
يركضون بفرح، يأكلون سوياً فتسقط من يده قطعة من الطعام فيلتطقها من الأرض ويضعها
بفمه غير مكترث بأي شىء، حين رأى يوسف هذا المشهد هتف: كُنا اطفالاً يسقُط منا
الطعام على الأرض فنلتقطه ونُكمل مضغه حتى لو سقط فى الرمال وعندما تقدم بنا العمر
اكتسبنا صفات تجعل من يركل الطعام ليضعه بجانب الحائط أكرمنا خُلقاً .. أنا كتبت
هذا!
فرد عليه العقل بحماس: الآن بدأت
تصل للجذور، الآن بدأت تفهم كيف تجرى الأمور هنا .. على ذكر الكتابة، أغمض عينيك!
ألقى يوسف نظرة أخيرة على تمثال
الفتاة وأغمض عينيه ..
حين فتح عينيه ثانية وجد نفسه
على جزيرة أخرى بطبيعة الحال ولكن هذه المرة كانت ممتلئة بالتماثيل، تماثيل أقل
حجماً من تمثال الفتاة وكان كل تمثال يفعل شيئاً مختلفاً ..
رجل يكتب، وفتاة تغني، اثنان
يرقصان، شاب أمامه لوحة ويرسم، وفتاة فى
مشهد تمثيلي تجثو على ركبتيها لتطلب الرحمة من أحدهم!
كلها تماثيل ثابتة ولكنه شعر أنها
ممتلئة بالحياة، ظهر العقل ليقول بصوت مسرحي: هنا الفن!
هذه المرة كان يشبه يوسف تماماً
كأنه ينظر إلى مرآة، بدأ العقل ينتقل بين التماثيل فتدب فيها الحياة وتتجاوب معه
..
يمسك بالميكرفون ويبدء الغناء
فتغني معه الفتاة، ثم يقف أمام الفتى مبتسماً فيرسم وجهه وما أن ينتهى حتى ينتقل
للفتاة الراكعة على ركبتيها فيساعدها على النهوض ثم يمسك يدها ويقبلها فتنظر إليه
بحياء فيسحبها بجوار التماثيل الراقصة ويرقصا، فتبدأ كل التماثيل فى الحركة سوياً
فى مشهد لم يرَ يوسف مثله من قبل، كان مشهداً يلهب حماسه!
أكل هذا بعقله؟ إنه يرى نفسه
هناك كما يريدها ..
منطلق، ساحر، وشعلة من الثقة
والحماس!
إنه عقله، تلك الشخصية الساحرة
التى تفعل كل هذا!
عاد إليه العقل يقول بحماس
كالحماس الذى يشتعل فى قلب يوسف: أنت تقدر الفن بحق، دعنا نرى شيئاً مميزاً!
ودون أن يأمره بإغلاق عينيه فعلها
يوسف وحده هذه المرة ثم فتحها ليجد نفسه يقف أمام صخرة عملاقة مكتوب عليها بعض
الكلمات ولاحظ أيضاً أن العاصفة هدأت للغاية حتى البركان قد بدأ فى الخمود، كانت
الكلمات واضحة على الصخرة فلم يكن هناك سوى كلمتين على أى حال!
"الكهف الخاص"
وقبل أن يطرح يوسف السؤال أجاب
العقل الذى عاد لهيئة العجوز: فى هذا الكهف ستجد رمز الدين، ورمز الأسرة، ورمز
الحب ..
كل الرموز الطيبة التى تعرفها
الإنسانية تقع فى هذا الكهف وكلما مررت بموقف سىء وبعد أن تلجأ لرمز الدين بالصلاة،
تلجأ لباقي الرموز بصلاة استرجاع الذكريات السعيدة معهم!
بصوت المأخوذ من الدهشة قال
يوسف بشغف: أريد رؤية هذا المعبد!
ابتسم العجوز ورد بصوته الوقور:
أنت لا تستطيع اختراق هذه الصخرة هنا!
فسأله يوسف باستغراب: أين إذن؟
أشار العقل بيده على موضع القلب
عند يوسف وقال بابتسامة واسعة: هنا!
أعلم أن القلب ليس سوى عضو لضخ
الدم ولكن بطريقة أو بأخرى لايمكنك اختراق هذه الصخرة إلا عبره، ولكن دعنى الآن أصطحبك
فى جولة أخرى قبل أن نذهب حيث قدر لك الذهاب!
لم يكد ينتهي من كلامه حتى سمعا
صوت الأم تهتف: يوسف، صديق لك على الهاتف!
سقط العقل على ركبتيه صارخاً:
لا يمكن أن تستيقظ الآن!
هتف يوسف: ماذا عليَّ أن أفعل؟
فأشار العجوز بيده وصرخ: أصمت،
دعنى أستجمع تركيزى!
قالها ووضع يديه على رأسه فتحرك
جسد يوسف النائم ليصبح ظهره موجهاً لباب الغرفة الذى تقف عنده أمه فأغلقت الباب
ووضعت الهاتف على أذنها تعتذر لصديقه ..
وقف العقل ثانية وقال ليوسف
بحماس: أغمض عينيك ولنبدأ الجولة!
فى تلك الجولة شاهد يوسف العديد
من التماثيل للعديد من الشخصيات التي عرفها بحياته وفى كل مرة كان العقل يتخذ شكله
فى المرحلة التى عرف فيها صاحب التمثال ويعيد له بعض الذكريات وفى نهاية الجولة سأل
يوسف العقل بفضول: كيف أمتلك كل هذا ولا أعلم عنه شيئاً؟
فأجاب العقل: كل الأشياء تقع
داخل عقلك، أنت من توجه الضوء لأحد تلك الاشياء فحسب، أنت المتحكم! والآن حان
الوقت!
بصوت من يحس بغصة مكروه قريب رد
يوسف: ماذا هناك؟
قال العقل بحزم: ستذهب حيث قدر
لك الذهاب، حيث تقع المشكلة!
أغمض يوسف عينيه وبعد أن تمتم ببعض الكلمات فتحها ثانية ببطىء ليجد نفسه على جزيرة جديدة بها تمثال وحيد لم يكد يتعرف ملامحه حتى عادت العاصفة أشد مئات المرات، كان العقل فى هيئة العجوز يحاول الصمود أمام ذلك الهجوم العاصف المفاجيء حتى انفجر أحد البراكين فسقط أرضاً هاتفاً بيوسف: تمالك نفسك أرجوك، أنا أتألم!
أغمض يوسف عينيه وبعد أن تمتم ببعض الكلمات فتحها ثانية ببطىء ليجد نفسه على جزيرة جديدة بها تمثال وحيد لم يكد يتعرف ملامحه حتى عادت العاصفة أشد مئات المرات، كان العقل فى هيئة العجوز يحاول الصمود أمام ذلك الهجوم العاصف المفاجيء حتى انفجر أحد البراكين فسقط أرضاً هاتفاً بيوسف: تمالك نفسك أرجوك، أنا أتألم!
فرد يوسف بصدق: انا أحاول!
فصرخ به العقل: حاول ألا تفكر
بأي شىء
وضع يوسف يديه على رأسه وأغمض
عينيه مستجمعاً تركيزه فهدأت العاصفة قليلاً وحينها وقف العقل بجواره وربت على
كتفه فالتفت إليه يوسف ليجده يقدم له فأساً!
فبدأ الحديث متعجباً ..
-
ما هذا؟
-
إنه الحل المتاح الآن!
-
وماذا سيحدث حين أهدمه؟
-
سيُمحى كل شىء، الذكريات والصور
والأحداث، لن تتذكر شىء على الإطلاق!
أمسك يوسف الفأس فتراجع العقل
قائلاً: فى مرة قرأت أنه لا يحض على الغفران مثل الإنتقام!
كان يوسف قد رفع الفأس لأعلى وأوشك
على ضرب التمثال حين أفلت الفأس ووضعه أرضاً ثم قال بهدوء شديد: وأنا أقول إنه لا
يحقق الانتقام إلا الغفران، ثم اقترب من التمثال ووضع يده عليه قائلاً: أنا سامحتك!
قالها بصدق حقيقى وما أن فعل
حتى توقفت العاصفة تماماً!
ولأول مرة سطعت شمس العقل، شمس
لم تكن كشمس مجموعتنا الشمسية الصفراء، كانت شيئاً آخر لا تعرفه إلا حين تراه
بعينيك، ابتسم العقل وربت على كتف يوسف قائلاً: أغمض عينيك!
فألقى يوسف نظرة أخيرة على
التمثال فى حذر فهمس العقل: لا تخف سينتقل لمكان آخر
فتح يوسف عينيه ليجد نفسه على
شاطىء بحر يقف فى وسطه تمثال عملاق للعقل فى هيئة العجوز فسأله يوسف: ما هذا؟
أجاب العقل بصوت عميق: هنا تتلى
ترانيم الأنانية الهادئة، هنا الأنا بداخلك!
قالها وأشار بيديه فانشق طريقان بجوار التمثال ومال على يوسف لتلتقي
عيناهما وهمس: هذا طريق المستقبل، لا أعلم حقيقة إلى أين سيقودك ولكنك ستستيقظ
لتكتشف بنفسك، وهذا طريق الماضى بكل مافيه تستطيع إعادة كل شىء كمشاهد فحسب وربما
تتعلم منه شىء ما!
الماضى أم المستقبل يا عزيزى؟ طريقان واختيار!
الماضى أم المستقبل يا عزيزى؟ طريقان واختيار!
قالها وابتسم ابتسامة حانية ثم
اتجه للتمثال وبدا كالطيف وهو يتوحد معه!
أما يوسف فما أن اختفى العقل
حتى بدأ السباحة متخذاً طريق لم يتردد كثيراً فى اختياره ..
طريق المستقبل!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق