توقف المترو فى المحطة التى وقف
الركاب بها لأكثر من ربع ساعة فى انتظاره، بدأت الأبواب تفتح ببطء فساعدها الركاب
بفتحها يدوياً بأنفسهم ودلف الجميع للداخل، بالمترو تجد مختلف فئات الشعب،
هذا عامل وهذه طبيبة وهناك يقف طالب جامعى يضع سماعات متصلة بهاتفه المحمول فى أذنه
تفصله عن العالم من حوله فلا يسمع إلا تلك الموسيقى المنصبة فى أذنيه!
كان يقف غير مكترث بما يدور
حوله حتى لمحها قادمة من بعيد ..
عجوز فى ثياب متواضعة تمسك ببعض
الأوراق فى يد وباليد الأخرى عصا خشبية تساعدها على الوقوف وتسير فى تلك المساحة
الضيقة بين الركاب، يراقب فمها يتحرك، مؤكد تتحدث إلى الركاب!
ما أن تنتهى من كلامها حتى يدس
جميع من حولها أيديهم فى جيوبهم ويخرجون بعض ما بها من نقود ليضعوها فى يدها
الممدودة ..
تساءل فى نفسه عن ما تقول، عن
ذلك النداء الذى يجبر الناس أن يضعوا أيديهم فى جيوبهم وإعطائها ما بها طوعاً!
لكنه فضل الاستمتاع بالموسيقى
ولم يتملكه الفضول لدرجة أن يخلع السماعات ويسمع ماتقول العجوز بل وفقد اهتمامه
واتجه بنظره للخارج
واستمر الأمر هكذا حتى وصلت إليه
العجوز ..
بدا من الواضح أنها كانت تتحدث
إليه ولكنه لم يلاحظ هذا، هزت يده برفق فالتفت إليها بتعجب وبعينيه نظرة بها شىء
من العدائية التى لم تلبث أن اختفت بمجرد أن وقعت عيناه على خطوط العُمر فى وجهها فعادت لمعة الفضول
لتحل محلها، أكملت حديثها وبالطبع لم يسمع شىء حتى انتزع السماعات مسرعاً وسمع ما
تقول العجوز ..
وحينها وضع يده فى جيبه!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق