الثلاثاء، 25 يناير 2011

الأديان - دراسة


التاريخ بحلوه ومره سيظل المعلم الاكبر للانسان ..
أحداث مرت وشخصيات عاشت فى أزمنة مختلفة جمعهم التاريخ بين صفحاته العديدة ولكن للأسف الانسان لم يتعلم بعد!
الأديان قديمة قدم الانسان بل وجدت معه فور وجوده على الارض وبين مسلم ومسيحى ويهودى وعابد الحيوانات أوالاجرام السماوية أو الاصنام يظل الدين شىء أساسى غريزى أوجده الخالق فى الانسان ولم يكن الدين يوماً هو سبب إختلاف البشر، لم يكن سبباً فى الحروب، إنها المصالح فحسب!
تخيل لو أن اليهود يعيشون الان فى القطب الشمالى فى هدوء وسلام دون إرهاب ولا هتك للعرض والارض ..
هل كنت ستناديهم يوماً باولاد القردة والخنازير؟
هل كنت ستكره اليهود عامة؟
الأديان تجمع الناس تقومهم وتقويهم ولكن عندما تتعارض المصالح تدمر كل شىء يقف فى طريقها ولاسيما الأديان!
اكبر أعداد من البشر ماتوا بسبب الحروب لاسيما الاولى والثانية ..
هل كانت تلك الحروب بسبب الأديان؟
إنها المصالح اللعينة كالعادة!
أبناء الدين الواحد يتقاتلون، أبناء الرحم الواحد يتقاتلون ..
قتال الانسان مع أخيه الانسان لم يكن لإختلاف الدين واللون أو الجنس ..
إنه لإختلاف المصالح، الصراع دائماً من أجل النفوذ والقوة التى لهث خلفها البشر على مر القرون ..
أما عن الدين فى مصر، فمصر دولة عانت وطأة الاحتلال لسنوات عديدة أعدائها على مر السنين كانوا الاقوى والامهر وقد كسرت البعض وكسرها البعض الاخر ولكنها صمدت، صمدت بصمود أهلها بكل اقطابهم!
ثورة 1919 التى يتغنى بها البعض لم تكن لإثبات الوحدة بين قطبى الامة على خلفية حادث إرهابى، ولم تكن من أجل سعد زغلول، ولم تكن من أجل الظهور الاعلامى أو التباهى، بل كانت من أجل مصر، مصر فحسب!
لماذا إذاً شعار الهلال مع الصليب؟ لماذا تدخل الدين؟
ببساطة لأن هذا الجيل كان يستمد قوته من حبه لدينه ووطنه، المشاعر كانت حقيقية وهذا ما يميز مصر الامس ..
أما عن مصر اليوم فواقع اليم، الأديان تسب علناً فى الشوارع ..
صبى صغير تجده يسب دين هذا وذاك وسط حضور الكبار، كبار الاجسام صغار العقول، أصبح الدين تجارة فيخرج أحدهم ليهاجم دين الاخر فتهتم به الفضائيات ويجنى الاموال التى كلما زادت زاد الكره والكبت فى القلوب هذه المخرجة أو تلك العجوز يتحدثون عن الدين بطريقة سيئة فتجدهم فى كل برنامج وكل قناة، وتتكرر الاسئلة وتتكرر الإساءة ..
لو أن هناك مذنب حقيقى يجب أن يحاكم فهو الانسان الذى أقحم الدين فى صراعه من أجل السيطرة والنفوذ والمال، قيمة الانسان التى كرمها الدين بأن النفس بالنفس لأنها الاثمن على الارض أصبحت لا تساوى فى نظره الكثير، الالاف يقتلون  سنوياً!
البشر يموتون إنها طبيعتهم، يموتون وتبقى ذكراهم، بعضهم يمجد والبعض الاخر يلعن وتلعن ذكراه وكلاهما فى جوف الارض، كل ما يبقى من الانسان هو ذكراه، إذاً لماذا تكون ذكراى الاخيرة فى عقول من عشت معهم وفى عقول من لا يعرفونى حتى أن اكون مجرد أشلاء تتناقل صورتها وكالات الانباء؟ إنها طريقة مقززة لإنهاء حياة أحدهم، أن يموت لمجرد أنه حلقة صغيرة فى مخطط الكبار، مخطط الصراع على السلطة والسيطرة ..
حقيقة لم يقتل أنسان على ظهر الارض من أجل دينه أو لونه أو جنسه فقط قتلوا لإختلاف المصالح، لإنهم تروس صغيرة حطمها الكبار فى عبث البحث عن السلطة، لذا لا تقحموا اقيم ما نمتلك فى عبثكم، لا تقحموا الامل فى إصلاح البشر فى الاعيبكم، لا تقحموا الأديان!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق