اكثر الاشياء أهمية لدى الانسان
على الارض هى الاشياء التى أعطاها الله أياها بداية من روحه التى بين جنبيه لعقله
وقلبه وعيناه وكل أعضائه التى أعطاها له الله دون كد أو تعب، يأتى بعدها المال
والمنصب والاشياء المادية التى يكتسبها الانسان ولكن ماذا لو امتلك الانسان كل شىء
وفقد عقله؟ كيف يشعر؟ وكيف يتعامل معه الناس؟
وأى جحيم مر به جعله يفقد عقله؟
القاهرة عاصمة مصر واكثر مدنها
كثافة سكانية بها العديد من انواع البشر يختلفون فى الصفات والخصال ..
هذا طبيب وهذا مدرس وهذا ضابط
وهذا مجنون!
قد تكون رؤية المجانين فى مشفى شىء طبيعى فهو
المكان الذى يجب أن يتواجدوا فيه لعل وعسى فقد يكتب الله لهم الشفاء ولكنهم هنا
يسيرون بجانبك، وينامون فى الطرق والارصفة!
مؤكد تعرف أحدهم، أنا اعرف إثنان
منهم، كم تعرف أنت؟
الاول
هو رجل كبير طاعن فى السن تعدى
الستون، شعره يكسوه البياض وتتوسطه صلعة صغيرة وهو دائماً ما يرتدى جلباب قديم لا
يكاد يغيره ..
عادة ما تجده يحك رأسه ويكلم
اللا شىء، كل ما أعرفه عنه أن أسمه حسنى
لا تسألنى هل هذا اسمه الحقيقى أم
اسم أطلقه الناس عليه فلقد عرفته بالصدفة عندما كنت أسير على أحد الارصفة وهو على
الرصيف الاخر والاطفال ينادونه بهذا الاسم ويثيرون غضبه وجنونه فلم يكن منه إلا أن
كشف لهم عن عورته! هكذا وفى وسط الطريق!
هل تذكرته الان؟ أم ذكرك بمجنون
أخر عرفته يوماً؟
أحيانا اجده بالجامع لا يصلى ولكن
ينام فى طمأنينة كالاطفال وبعد كل صلاة جمعة أجده يسأل الناس الصدقة بينما الاطفال
يقذفونه بالحصى وسط تأنيب الكبار، فى مرة اختفى تماماً فظننته مات ولكنه عاد ثانية
ليواصل ما اعتاد عليه!
الثانى
هو رجل تعدى الثلاثون، يرتدى
ثياب بالية ونظارة عجيبة ..
لا اعرف اسمه، للأن على الاقل!
الاطفال يخشونه بحق لا يكاد يمر
جوار أحدهم حتى يرتجف من الرعب ويفر هارباً، يخشونه ربما لافعاله العصبية
العدوانية فدائماً ما تجده يكلم هذا بغلظة ويأمر هذا بشىء ويلكم هذا فى وجهه، وهذا
هنا هو شخص أو أكثر يراهم هو فحسب، وقد تجده يحدثك أنت!
ولكن لا تكن متاكداً فربما يقف أحدهم
أمامك وأنت لا تراه، أحياناً أرى معه طفل لا تتعدى سنوات عمره أصابع اليد الواحدة
..
أطرف موقف رأيته له كان ليلة
العيد يرتدى جلباباً جديد على غير العادة والساعة لم تتخطى الثانية عشر بعد وكان يأكل
الفسيخ بنهم وأحد السيدات تقف أمامه وتخبره أن هذا سيؤلم معدته غداً ولكنه اشاح
بوجهه وتحدث إلى أحد أصدقائه الغير مرئيين فما كان منها إلا أن تضحك وتقول:
المجانين فى نعيم!
ترى هل هم فى نعيم حقاً؟
*****
غموض كضباب الغابات وسراب
الصحراء يحيط بهم، لماذا هم بالشارع؟
هل مزق أحدهم تلك المسماه عين
الرحمة؟ وهل للرحمة عين مزقتها مخالب الظلم؟
إنهم يشكلون خطراً حقيقياً على أنفسهم
وعلى المجتمع وهم مرضى يخشى الجميع مرضهم ..
إذاً فالمجانين فى جحيم إلى أن
تجد الرحمة من يتبرع لها بعين جديدة لتنظر لهؤلاء المساكين، ولكن عليك أن تتذكر فى
كل مرة تراهم فيها إنهم يحتاجون لمساعدة أحد ولا تمر مرور الكرام ..
فقد يُمكنك الله فى الارض وتكون
قادراً على مساعدتهم!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق