جلس أمام الحاسوب فى أحدى
المحلات التى تقدم خدمات الإنترنت ..
ألقى نظرة على ساعته كانت قد
تخطت الحادية عشر، شعر بإنقباض غريب فألقى نظرة على المحل الشبه خالِ من المستخدمين
ولكن كل شىء كان طبيعياً فأكمل النظر للشاشة المضيئة ولم تمضِ دقيقتان حتى اقتحم المكان
رجلان يتطاير شرر الغضب والشر من أعينهم، ودون حتى السؤال طرحه الاول أرضاً وسحبه الأخر
خارج المحل وسط عبارات التأنيب والشجب من الموجودين والتى رد عليها أحدهم بأخراجه
بطاقة رسمية، بطاقة تثبت إنتمائه لجهاز الشرطة!
خارج المحل استمرت وصلة طويلة
من التعذيب والإهانة بكل أشكالهما حتى أسلم الشاب الروح ..
أم أخرى فقدت فلذة كبدها، شاب أخر
قُتل ظلماً وغدراً ..
أنتشرت صورة الشاب وقصته عبر
الإنترنت وتعاطف الجميع بالرغم من تشويه الاعلام الحكومى لصورته، وبالرغم من أنك
لا تعرفه إلا أنك أردت الإنتقام له، أزدراء الحياة التى كرمها الله جريمة لا تغتفر
..
الجنة افضل من الارض على أى حال،
وبينما ينعم بها البعض تطارد الجحيم البعض الاخر ..
شهداء هذا العصر قتلهم أبناء
وطنهم دون رحمة ودون مراعاة لروابط الارض والدم، سيظلوا رموزاً حقيقية يؤمن بها
الجميع، رموز لم تفرض على أحد ولكن أختارها الشعب لتكن القدوة والمثل ..
رموز خلدها الله فى الجنة
كشهداء وخلدها فى الارض كأبطال ..
رحم الله خالد سعيد وكل شهيد
سالت دمائه على أرض وطنه لتبث دمائه بالأرض الحب والحنان الجارف الذى يحمله لها
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق