الأربعاء، 20 أبريل 2011

حكم الشارع - مقال قصصى

ربما كثر الحديث هذه الايام عن مدى استيعاب الشعب المصرى للديمقراطية وبين مؤيد اكد أنه يستحق الديمقراطية وسيتعامل معها بحكمة ومعارض نفى ذلك بل وتمادى بوصفه الشعب المصرى بالجاهل سياسياً ظهرت أراء عديدة وسيناريوهات وفرضيات تحاول فك طلاسم المستقبل ..
مستقبل مصر الذى لا يعلمه سوى الله!
ربما حمل البعض القليل من الطمأنينة والتفاؤل تجاه المستقبل بينما حمل البعض الأخر الحذر والتوتر ..
كلا الرأيان مستمدان من تجارب سابقة وخبرات شخصية فحسب، دعكم من برامج التوك شو والفضائيات والصحف ولننزل إلى الشارع، فالشارع المصرى هو شارع سياسى من الدرجة الاولى بنكته السياسية اللاذعة وسخريته من رموز النظام القديم وحتى من حكمه القاسى عليهم، تجدهم يقفون أمام بائع الجرائد يقرأون عناوين الاخبار السياسية ولا مانع من خبر رياضى وخبر فنى ..
هو شارع سياسى من الدرجة الاولى قبل وبعد الثورة، ربما بعد الثورة زاد الوعى والاهتمام بالسياسة فحسب ..
شارع تحركه الحكمة والفطرة ولهذا حديث، حديث يبدء بقصة ..

كنت وصديق لى فى محل لعصير القصب وبدأنا فى أحتساء مشروبنا حين بدء البائع فى الحديث عن الحياة السياسية فى مصر ..
تحدث عن سنوات مبارك الثلاثون وكيف بدأت بداية مقبولة ثم إلى سىء ومن سىء إلى أسوء، لعله قال الكثير ولعلنا سمعناه بضجر ولكنه قال حكمة رائعة ..
فى إحدى أوقات حياته كان يعمل فى شراء عجلات عربات الجيش التالفة ليعيد صناعتها فكان يشترى المستهلكة فحسب وإن وجد واحدة سليمة يعيدها لأنه لا يريد إدخال مال حرام عليه وعلى أولاده وإلا إنقلبوا عليه فى كبره وعاملوه بقسوة، قسوة يصنعها المال الحرام ..
كان الرجل يقولها بتلقائية شديدة، تلقائية فطرية!


ومن الطريف أن أهم أمنياته فى المستقبل هو صنع ألة لعصر البشر يضع بها اللصوص فتخرج الاموال التى سرقوها، تخرجها بقسوة!
إنها ببساطة قاعدة ثابتة ..
البر لا يبلى والذنب لا ينسى والديان لا يموت، إفعل ماشئت فكما تدين تدان!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق