السبت، 26 نوفمبر 2011

عباس سعيد - قصة قصيرة

ضحك من أعمق أعماق قلبه وهو يهتف بكل قوة: أنا فشارة فى الحلة!
وبدء يقفز بالفعل ليبدو أقرب إلى تشبيهه ..
نوبة الضحك والقفز استمرت معه لفترة طويلة، تطاير فى أرجاء المنزل مردداً تلك الكلمات الساخرة: أنا فشارة فى الحلة! أنا بطير أنا فرحان!
حتى وصل صوته إلى الجيران والمارة فى الشارع ثم سمع ذلك الطرق الشديد على الباب وما أن فتحه حتى صدمته تلك اللكمة لتسقطه أرضاً فقال بسخرية: الفشارة لزقت فى قاع الحلة!
وما أن بدأ الضحك والدماء تتناثر من فمه وأنفه حتى صدمته لكمة أخرى لتفقده وعيه ..

أفاق فى قسم الشرطة ليسأل عن تهمته فرد الضابط الجالس أمامه بهدوء وبوجه خلا من الملامح: أنت تعلم يا سيد عباس أن بلادنا أصدرت قانون تجريم السعادة مؤخراً وقد قمت بخرق ذلك القانون بشهادة جيرانك وأصحاب المحلات المجاورة لمنزلك، أخبرنى أنك لم تكن تعلم بذلك القانون!
فرد عباس ساخراً: لا كنت أعلم بالطبع!
بدت ملامح الغضب على وجه الضابط وهو يقول: إذن تعترف بأنك خرقت القانون عن عمد؟
فهتف عباس فى حدة: نعم خرقت قانونكم الأحمق!
قالها ليجد يدا ثقيلة تصفق على خلفية رأسه ففقد الوعى ثانية ..
ليومين على التوالى كان موضوع ذلك الرجل الغريب الذى أظهر سعادته حديث الجميع وعباس يغنى ويرقص ويقفز كالفشارة فى محبسه ومن الواضح أن حديث أصحاب القرار وأولي الأمرعن الموضوع أفضى إلى حكم القاضى: يحول إلى مشفى الأمراض النفسية والعصبية ليعالج من مرض السعادة الذى أصابه!
وبهذا لن يصبح بطلا ولن يقلده أحد، سيصبح مجنوناً مريضاً بذلك المرض البشع المسمى .. السعادة!!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق