- ما المختلف فى السماء اليوم؟
قلتها متعجباً لصديقى المستلقى
على ظهره بجوارى وعيناه تحلق فى السماء حتى أننى اضطررت لإعادة السؤال لأعيده للأرض،
تنهد وقال: ألا تراها هناك؟
فرددت نافياً: السماء كما هى، لم يتغير فيها شىء عن البارحة أو حتى من شهر وربما عام مضى!
فرددت نافياً: السماء كما هى، لم يتغير فيها شىء عن البارحة أو حتى من شهر وربما عام مضى!
فهتف بحدة: لا تقل هذا! أنت فقط لا ترى وجهها يزين السماء هذا المساء
كان ينظر للسماء وابتسامته تتسع شيئاً فشيئاً، قسمات وجهه المحفورة بالسعادة تلك لم أرها مرسومة على وجهه من قبل، وكأن تراب الزمن قد عبث بها ورياح الليلة أزالته، تنهد ثانية وقال بصوت خافت: ما أجمل السماء هذا المساء!
وضعت يدى على رأسه وقلت ساخراً: أصابتك الحمى يا مسكين، أفق من خيالاتك هذه!
كان ينظر للسماء وابتسامته تتسع شيئاً فشيئاً، قسمات وجهه المحفورة بالسعادة تلك لم أرها مرسومة على وجهه من قبل، وكأن تراب الزمن قد عبث بها ورياح الليلة أزالته، تنهد ثانية وقال بصوت خافت: ما أجمل السماء هذا المساء!
وضعت يدى على رأسه وقلت ساخراً: أصابتك الحمى يا مسكين، أفق من خيالاتك هذه!
فرد وعيناه لازالت معلقة بالسماء: خيالات؟ ربما!
هممت بقول شىء فقاطعنى هاتفاً: بل هى الحقيقة كلها، انظر إلى السماء جيداً!
فى الماضى لم تكن بهذا الصفاء، فى الماضى لم تكن بعيدة هكذا، فى الماضى كان يمكنك أن تمد ذراعك فترتب النجوم وتعبث بالقمر
هممت بقول شىء فقاطعنى هاتفاً: بل هى الحقيقة كلها، انظر إلى السماء جيداً!
فى الماضى لم تكن بهذا الصفاء، فى الماضى لم تكن بعيدة هكذا، فى الماضى كان يمكنك أن تمد ذراعك فترتب النجوم وتعبث بالقمر
سألته بشىء من الفضول: وماذا حدث؟
فأجاب بحماس ربما لأننى أظهرت الاهتمام بما يقول أخيراً: فى عصر مضى عاشت السماء وسط الكواكب تشاركهم كل شىء ولأنها كانت الاجمل بينهم كانت تتلاعب بهم لعبتها المعتادة ..
فأجاب بحماس ربما لأننى أظهرت الاهتمام بما يقول أخيراً: فى عصر مضى عاشت السماء وسط الكواكب تشاركهم كل شىء ولأنها كانت الاجمل بينهم كانت تتلاعب بهم لعبتها المعتادة ..
- أى لعبة؟
- اللعبة المعتادة، تجمع الكواكب كل ليلة وتخبرهم أن لها حبيب تشتاقه فتجعلهم جميعاً يتسائلون من المقصود!
- وماذا حدث بعدها؟
- اللعبة المعتادة، تجمع الكواكب كل ليلة وتخبرهم أن لها حبيب تشتاقه فتجعلهم جميعاً يتسائلون من المقصود!
- وماذا حدث بعدها؟
- دائماً ما كانت السماء تتميز بالغموض، كصوت يسمعه الجمهور على مسرح لم
تفتح ستائره بعد فيصفق، صوت التصفيق أسعدها فصارت تتحدث أكثر وأكثر وتزايد تصفيق
الجمهور حتى نال منها الفضول وخرجت من وراء الستار لتلقى التحية على الجماهير
فسقطت!
علمت الكواكب بأمر لعبتها حين تخلت عن غموضها المعتاد وأرسلوها بعيداً!
- وماذا عن الارض؟
- أنت تعلم الارض جيداً، أدارت لها جانبها المظلم، الجانب الذى لا تصل إليه الشمس! أما بقية الكواكب اختلفوا فاقتتل بعضهم وحاول أصغرهم الاقتراب من السماء فتجمد أما اكبرهم فابتعد عن السماء واقترب من الشمس ولم يأبه أى من بقية الكواكب لأمرهما، نسوا أنهم كانوا فى الأصل كتلة واحدة قبل الانفجار العظيم الذى فرقهم!
- وماذا فعلت السماء حينها؟
- بكت السماء ولكن دموعها لم تسقط على أى من الكواكب بل تحجرت لتكوُن النجوم وفى ليلة أرسلت شهاباً إلى الأرض ومعه رسالة تسألها فيها عن سر تغييرها فردت الأرض: كيف تتوقعين منى إجابة صادقة على سؤال كاذب؟
السماء لم ترسل سؤالها هذا للارض فحسب بل لكل الكواكب، تريد أن تلعب لعبتها ثانية ولكن رفض الأرض أشعل غضبها على الكواكب وقررت الانتقام!
- وكيف هذا؟
- أصابت أحد الكواكب بالعواصف الحمراء وأزالت الحياة من على سطح بعضها أما الأرض فاحتمت بغلافها الجوى من هجوم السماء فصارت تقذفها كل ليلة بالشهب ولما لم يفلح هذا أصابتها بالزلازل والبراكين ولكن الأرض صمدت وعلى مدار عصور عديدة لم يكن هناك ما يسعد السماء سوى رؤية الكواكب عابسين!
حتى أتى يوم، بل أتت هى تحمل الغد فوق راحتيها!
علمت الكواكب بأمر لعبتها حين تخلت عن غموضها المعتاد وأرسلوها بعيداً!
- وماذا عن الارض؟
- أنت تعلم الارض جيداً، أدارت لها جانبها المظلم، الجانب الذى لا تصل إليه الشمس! أما بقية الكواكب اختلفوا فاقتتل بعضهم وحاول أصغرهم الاقتراب من السماء فتجمد أما اكبرهم فابتعد عن السماء واقترب من الشمس ولم يأبه أى من بقية الكواكب لأمرهما، نسوا أنهم كانوا فى الأصل كتلة واحدة قبل الانفجار العظيم الذى فرقهم!
- وماذا فعلت السماء حينها؟
- بكت السماء ولكن دموعها لم تسقط على أى من الكواكب بل تحجرت لتكوُن النجوم وفى ليلة أرسلت شهاباً إلى الأرض ومعه رسالة تسألها فيها عن سر تغييرها فردت الأرض: كيف تتوقعين منى إجابة صادقة على سؤال كاذب؟
السماء لم ترسل سؤالها هذا للارض فحسب بل لكل الكواكب، تريد أن تلعب لعبتها ثانية ولكن رفض الأرض أشعل غضبها على الكواكب وقررت الانتقام!
- وكيف هذا؟
- أصابت أحد الكواكب بالعواصف الحمراء وأزالت الحياة من على سطح بعضها أما الأرض فاحتمت بغلافها الجوى من هجوم السماء فصارت تقذفها كل ليلة بالشهب ولما لم يفلح هذا أصابتها بالزلازل والبراكين ولكن الأرض صمدت وعلى مدار عصور عديدة لم يكن هناك ما يسعد السماء سوى رؤية الكواكب عابسين!
حتى أتى يوم، بل أتت هى تحمل الغد فوق راحتيها!
- ومن تكون؟
- السماء!
- سماء أخرى؟
- فى الماضى كان للسماء أكثر من وجه ياعزيزى، وهى كانت الوجه الأجمل!
بمجرد ان أشرق وجهها على الكواكب اختفت الشمس ولمعت النجوم أكثر، وأخيراً التفتت الأرض بجانبها المشرق إلى السماء ثانية!
وقف صديقى فاتحاً ذراعيه إلى السماء وهو ينظر إليها ويهتف: يــــــاه!
فقلت فى فضول بالغ: عد هنا وأخبرنى ماذا فعلت الكواكب؟
- السماء!
- سماء أخرى؟
- فى الماضى كان للسماء أكثر من وجه ياعزيزى، وهى كانت الوجه الأجمل!
بمجرد ان أشرق وجهها على الكواكب اختفت الشمس ولمعت النجوم أكثر، وأخيراً التفتت الأرض بجانبها المشرق إلى السماء ثانية!
وقف صديقى فاتحاً ذراعيه إلى السماء وهو ينظر إليها ويهتف: يــــــاه!
فقلت فى فضول بالغ: عد هنا وأخبرنى ماذا فعلت الكواكب؟
عاد يستلقى جوارى وأكمل: الجميع عاد ينظر للسماء ثانية بحذر وتخوف عدا الأرض
التى فردت ذراعيها وألقت حزام الجاذبية خلفها وألقت بقلبها بين يدي السماء أما
السماء فقلب الأرض غيرها، كسر لعنة وجوهها المتعددة فأصبحت بوجه واحد
ولكنه يحمل فى طبقاته الحزن والحب والفرح والغضب والخوف والكراهية والطمأنينة،
صفات لم تكن تمتلكها السماء من قبل، أما باقى الأوجه فسقطت كلها على سطح الكواكب
فمنهم من انتقم ومنهم من أحب ومنهم من تجاهل، ولم تأخذ الأرض من هذه الوجوه نصيب
سوى ذلك الوجه الباسم الجديد للسماء ..
- وهكذا انتهت الحكاية اذاً؟
- لا، منذ ألقت الأرض بقلبها إلى السماء وأهل الأرض قلوبهم تعلقت بأهل السماء فصار كل منهم يبحث عن من يحمل قلبه من أهل السماء حتى يأتى الأوان ويرى وجه من يبحث عنه يبتسم له فى السماء قبل أن يجده على الأرض!
- لهذا تنظر إلى السماء إذن؟ من ترى؟
- أراها هناك تحمل قلبى بين راحتيها، تبتسم لى، تنتظرنى!
- من؟
- إحدى بنات السماء يا صديقى
قالها وأغمض عينيه فنظرت للسماء بدورى، ورأيتها!
هى الحقيقة كلها وليست بخيال من وحى صديقى!
تبتسم لى، تنتظرنى!
- وهكذا انتهت الحكاية اذاً؟
- لا، منذ ألقت الأرض بقلبها إلى السماء وأهل الأرض قلوبهم تعلقت بأهل السماء فصار كل منهم يبحث عن من يحمل قلبه من أهل السماء حتى يأتى الأوان ويرى وجه من يبحث عنه يبتسم له فى السماء قبل أن يجده على الأرض!
- لهذا تنظر إلى السماء إذن؟ من ترى؟
- أراها هناك تحمل قلبى بين راحتيها، تبتسم لى، تنتظرنى!
- من؟
- إحدى بنات السماء يا صديقى
قالها وأغمض عينيه فنظرت للسماء بدورى، ورأيتها!
هى الحقيقة كلها وليست بخيال من وحى صديقى!
تبتسم لى، تنتظرنى!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق