أمسكت بمجموعة من الكتب فى كيس
بلاستيكى أسود بقوة وكأننى أحمل كنزاً ثميناً، فالكتب بالنسبة لى كانت كنزاً
بالفعل، وكانت رائحة القمامة تفوح من الكيس البلاستيكى بقوة!
أمى دائماً ما كانت تخبرنى بذلك،
الأكياس البلاستيكية تصنع من القمامة، وقالت لى فى مرة أن ملامسة يدى لهذه الاكياس
قد تصيبنى بالسرطان!
قالت السرطان بالانجليزية فرددت
بتعجب: تعنين السرطان؟
فصرخت بى: لا تقل هذه الكلمة!
دخلت المنزل وبسرعة أغلقت على
حجرتى وأخرجت كنزى الورقى من الكيس الذى ربما يكون قد أصابنى بالسرطان بالفعل!
حسناً! كتب بحالة متوسطة، أنا
أحب الكتب المستعملة أشعر معها أننى أمسك بجزء من تاريخ أشخاص آخرين لا أعرفهم، أشعر
وكأنها تربطنى بهم بطريقة أو بأخرى!
أخيراً انتقيت مجموعة قصصية
لابدأ بقرائتها ..
كل طقوس القراءة جاهزة، فتحت أول
صفحة لاجد إهداء من مؤلف المجموعة مكتوب بخط اليد ..
"إلى صديقى العزيز ورفيق
الدرب ..
أهدى إليك كتابى الأول وآمل أن
ينال إعجابك"
علت ضحكتى وأنا افكر فى كيفية
وصول هذا الكتاب إلى يدى، هل مر الصديق العزيز بأزمة مالية؟
أم أن الكتاب لم ينل إعجابه كما
تمنى صاحبه؟
بدأت فى قراءة الكتاب على أى
حال بدافع من الفضول والشفقة على كاتب الإهداء المسكين، أو ربما المحظوظ!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق