بدا العالم الأمريكى الشاب قلقاً
للغاية وهو يجلس وحده على ذلك المكتب المحاط بأحدث أجهزة الأرض تقدماً وتكنولوجيا
فى إنتظار ضيوفه، ضيوفه الغير عاديين!
كان يتجه بنظره وبكل حواسه نحو
ذلك الباب المفتوح فى الغرفة والذى يطل على السماء حين سطع ذلك النور المبهر فوضع
يديه على وجهه ثم بدء يفتح عيناه ليراهم، خمس من الفضائيين يقفون فى مقدمة الغرفة
لا يميزهم عن البشر سوى تلك البشرة الخضراء والعيون الجاحظة، تمالك الشاب نفسه وأشار
للمقاعد امامه قائلاً: تفضلوا يا سادة!
فأصدر الجهاز الصوتى بجواره
ترجمة لما قال ..
فجلسوا وكبيرهم ينظر للشاب ويقول
فى رصانة: نحن على وشك غزو الأرض، رسالتك المبهمة أثارت فضولى فقررت الإستماع لك
فهات ما لديك بسرعة!
وقف الشاب وضغط على أحد الأزرار
بالجهاز خلفه فظهرت شاشة ثلاثية الأبعاد ثم التفت إليهم وقال بحدة: أنتم حقاً لا
تدركون ما أنتم مقدمون عليه دعونى أعرفكم بالبشر وبالأرض!
أخذ الشاب نفساً عميق ثم قال
بصوت هادىء: منذ بدء الخليقة ووجودنا على الأرض قتل قابيل أخاه هابيل وكانت أول
جريمة فى تاريخنا ثم بدأت الحروب بين البشر وبعضهم وبالرغم من إختلاف الزمان والمكان
وحتى الأسلحة ظل البشر يقاتلون بعضهم البعض وراح مليارات البشر ضحايا الحروب، عرضت
الشاشة صور لحروب البشر والشاب يُكمل: ضحايا الحرب العالمية الأولى فقط تخطو
الثمانية مليون قتيل وضعف الرقم من الجرحى، ورجل واحد يسمى هتلر أشعل حرب عالمية
ثانية راح ضحيتها ثمانين مليون بشرى بين قتيل وجريح، ودمرت مدن بالكامل أثناء هذه
الحرب!
بدا التأثر الشديد على وجوه الفضائيين وهم يشاهدون الصور ولم يستطع أحدهم
حبس دموعه فنزلت حمراء ساخنة على وجهه فنظر له الشاب بتعجب وقال ببرود: إنها
حرفتنا، الحروب والقتل والتدمير، أتعلم أن أخر حرب قامت بها بلدى و بعض دول العالم
معها كانت ضد دولة صغيرة تسمى العراق، قتلنا الألاف فقط من أجل بعض النقود وفرض
السيطرة!
ثم ضحك بعصبية وهو يشير إلى صور
من سجن أبو غريب وقال: كل هذا فقط من أجل بعض النقود وفرض السيطرة!
بدا الرعب والذعر الشديد على
وجوه الفضائيين فصرخ بهم الشاب: نحن لا نعرف الرحمة، وعليك أن تعرف أن البشر
سيحطموك أنت وجنسك لمجرد التفكير فى غزو الأرض، لقد قدمت لكم النصيحة والأن أيها
السادة أترككم لتتخذوا قراركم ذلك كان
مجرد تنبيه أخير والقرار لكم ..
ثم اتجه لباب الغرفة فسطع الضوء الابيض وإختفى
الشاب!
فى صباح اليوم التالى بالبيت
الابيض بدا الرئيس الامريكى متوتراً عندما استأذن أحدهم بالدخول فقال بسرعة: أدخل!
دخل العالم الشاب الذى سأله
الرئيس الأمريكى بلهفة: ماذا عن الفضائيين؟
اجاب الشاب بزهو: يعتذرون بشدة
وأرسلوا بعض الهدايا ووعد بعدم الظهور بالأرض ثانية
صرخ الرئيس الامريكى وقفز فرحاً
ثم قال للشاب بسعادة: أحسنت يا فتى نحن نجهز لغزو جديد ولا نريد من يزعجنا!
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق