الثلاثاء، 15 فبراير 2011

إرهابى بالصدفة - قصة قصيرة

تقدم الصحفى الشاب بجريدة واشنطن بوست على المنصة وبدا الحزن على وجهه وهو يعدل من وضع الميكرفون ويقول: السيدات والسادة اليوم الحادى عشر من سبتمبر فى ذكرى العدوان الإرهابى على برج التجارة العالمى، والجميع يعلم توابع ذلك العدوان من حروب ودمار، أنا هنا اليوم لأقص عليكم قصة مررت بها شخصياً فى أيام عملى بمصر وهى دولة عربية اسلامية كما تعلمون فأنا اعرف القليل من العربية وذهبت لإجراء حوارات مع الشخصيات العامة ومع عامة الناس هناك، وهم طيبون بحق فبالرغم من لغتى العربية الضعيفة كانوا يستمعون لى بشغف ويجاوبون بصراحة ووضوح ..
كنت فى العاصمة "القاهرة" فى حى يسمى الحسين سمى على أسم أحد الصالحين وله مسجد فى نفس الحى والمصريون يحبونه حباً جماً، كانت لحيتى قد طالت وكنت أبحث عن محل لأبتاع منه ماكينة حلاقة جيدة فبحثت بأحد الشوارع الرئيسية ولمحت محل كبير ولم أكد اكمل طريقى للذهاب إليه حتى صرخ أحد الأشخاص: إرهابى!
وأمتدت يد لتمسك كتفى بقوة والناس يلتفون حولى والبعض يشير إلى قائلاً بغلظة: هو ده الإرهابى!
حررت نفسى من قبضة ضابط الشرطة وأخبرته إننى لست إرهابياً وإننى مواطن أمريكى!
ولكنه قال بسخرية: أمال الدقن دى بتعمل أيه؟ وبعدين أنت بتتكلم عربى!
كدت أنهار ثم فجأة وجدت الجميع يضحكون ويصفقون والضابط يخبرنى أن كل هذا هو برنامج يسمى الكاميرا الخفية والجميع ينظرون إلىّ فى إنتظار رد فعلى، كانوا يتوقعون أن أضحك ولكننى كنت أريد البكاء والصراخ! فكيف يتهم إنسان لمجرد شكله؟ وكيف يكون الدين أو الجنسية أو الشكل مثار شك حول الإنسان؟
بدأت عينا الصحفى الشاب تدمعان ثم أختتم حديثه قائلاً: أرجو أن تكون رسالتى واضحة للجميع، ليبارككم الرب!
ولم يكد يغادر المنصة حتى أنطلق تصفيق الجمهور كالأمطار


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق