استيقظ توم ريك العميل السرى
بجهاز المخابرات الامريكية على صوت رسالة مميزة فعلم على الفور أن هناك عملية
جديدة، ارتدى ملابسه فى عجلة وأتجه لشركته الخاصة فهو يتخفى فى صورة رجل أعمال شاب
وما أن دخل مكتبه حتى ضغط زر سرى فظهرت امامه شاشة كبيرة وأحدهم فى زى رسمى يقول
فى خشونة: صباح الخير توم، كيف حالك؟
اجاب توم بسرعة: بخير حال، ما
الجديد؟
ابتسم الرجل وهو يقول بشغف
مماثل لفضول توم: عملية جديدة فى إفريقيا ولم نجد من هو أفضل منك ليقوم بها!
قال توم بثقة: سأكون عند حسن ظنك سيدى
فرد الأخر: ستجد التفاصيل بدرج
مكتبك كالعادة
ثم اختفى من الشاشة ففتح توم
درج مكتبة واخرج ظرف مغلق وجد به بعض الاوراق والصور والخرائط واسطوانة رقمية فبدء
بقراءة الاوراق والنظر فى الصور والخرائط ثم وضع الاسطوانة بالحاسوب فظهر رئيسه
الذى انهى الحديث معه منذ دقائق يشرح له العملية الجديدة وتوم يتابعه بإبتسامة
باهتة وعيناه تتألقان كلما ابهره الرجل بمخطط العملية ..
عملية إفريقيا!
جلس توم ينتظر فى المطار حين اقترب
منه أحد الشباب الذى يبدو على ملامحه إنه شرقى قائلاً بصوت هامس: السيد ريك؟
فاجابه توم: نعم، هل أنت حسن من
مصر؟
اجاب حسن بإحترام: نعم سيدى!
وقف توم ووضع يده على كتف حسن
وقال العملية التى أخبرك بها الرئيس مهمة
لمصر قبل امريكا
هز حسن رأسه موافقاً وهو
يقول: سننجزها على افضل وجه!
بدء توم التحرك نحو الأتوبيس
المتجه للطائرة وحسن يتبعه بصمت ثم ركبا الطائرة المتجهة لجنوب افريقيا، جلس توم وحسن
بجوار بعضهما البعض فى هدوء حين افتتح توم الحديث قائلاً: ما الذى دفعك للبحث عن
عمل فى امريكا؟
فاجاب حسن بحسرة وهو يضع رأسه على زجاج شباك
الطائرة وينظر للخارج: الظروف!
فسأله توم بفضول: أى ظروف؟
ابتسم حسن وقال: ظروف المعيشة فالبطالة
منتشرة بمصر كما تعلم، وكنت أريد إثبات ذاتى!
هز توم رأسه موافقاً وهو يقول
بسعادة: أحسنت بالتوجه لامريكا!
هبطت الطائرة وكان حسن قد استغرق
فى النوم معظم ساعات الرحلة فأيقظه توم فقال حسن بحرج: أسف سيد ريك، أعتقد أن لا أحد
يستطيع الوقوف امام سلطان النوم
فهز توم رأسه متفهماً وغادرا
الطائرة ثم جلسا فى المطار بإنتظار طائرة هليكوبتر خاصة متجهة لاثيوبيا ..
سرعان ما وصلت الطائرة العاصمة
الاثيوبية أديس أبابا واستقلا سيارة متجهين نحو فندق حجزا به غرفة واحدة والتى ما أن
دخلها توم حتى تفقدها جيداً ثم أذن لحسن بالدخول وبدء يشرح له العملية قائلاً
بجدية وصرامة شديدتين: تلك العملية مهمة للغاية، رئيس وزراء اثيوبيا تمادى فى الإساءة
إلى مصر إنه يريد منع مياة النيل عنكم وكما تعلم مصر من أهم حلفائنا بالشرق الأوسط
لذا يجب أن نتخلص منه!
قال حسن بصرامة مماثلة: أنا
جاهز للعملية سيد ريك
ابتسم توم وقال مختتماً الحديث:
اليوم سأحضر الاسلحة التى سنحتاجها، نمّ جيداً وغداً يوم التنفيذ
استيقظ حسن فى اليوم التالى
فوجد توم قد أرتدى زيه ويضع بعض الاسلحة فى حقيبة ثم لاحظ توم استيقاظه فقال له
بتوتر: أرتدى ملابسك بسرعة ولا تنسى أخذ كل ما يثبت شخصيتك وكل متعلقاتك فلن نعود
هنا ثانية
بدء حسن تنفيذ أمر توم ثم نزلا
سوياً لتقلهم سيارة يقودها توم الذى انطلق بسرعة حتى وصل قرب قصر الرئاسة والذى
سيصل إليه موكب رئيس الوزراء بعد قليل، وما أن رأى توم الموكب يقترب حتى غادر
السيارة وحسن يتبعه وكل منهما سلاحه بيده وانطلق الرصاص كالأمطار!
كان كلاهما محترف ومدرب جيداً فكانت
الطلقات تعرف طريقها بسهولة وما أن توقف الموكب حتى قال توم بسعادة بالغة: أعتقد إننا
تخلصنا منهم اذهب وتأكد من موت رئيس الوزراء
فاتجه حسن نحو العربة الخاصة برئيس الوزراء والذى
ما أن وضع حسن يده على رقبته حتى صاح: إنه فى عداد الأموات!
فوجه توم فوهة مسدسه نحو حسن الذى
ما أن رأى ذلك حتى تغير وجهه للدهشة والذهول، وانطلقت الرصاصة وأصابت هدفها بدقة!
اتجه توم نحو جثة حسن ثم القى
نظرة عليه وهز رأسه قائلاً بأسف: إنها الأوامر يا صديقى، كما إنك كنت تصدر صوتاً مزعجاً
وأنت نائم البارحة
ووضع مسدسه بين يدى جثة احد
الحراس وغادر المكان!
فى صباح اليوم التالى انطلقت
الصحف الامريكية والعالمية تكتب عن الحدث الأهم والعناوين تلهب صفحاتها ..
"مصر تتصدر قائمة رعاة الإرهاب
فى العالم"
"قاتل رئيس الوزراء
الاثيوبى مصرى وحرس الرئيس قتلوه أثناء هجومه عليهم"
"ادلة مع القاتل تثبت
جنسيته المصرية"
"امريكا تستنكر بشدة ما
فعلته مصر وتصفه بالحدث الإرهابى المروع"
"أجتماع فى الأمم المتحدة
لبحث وضع عقوبات على مصر"
كان توم يقرأ هذه الاخبار ثم
وضع الصحيفة جانباً وقال بسخرية: عملية رائعة!
وعلت ضحكته الساخرة
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق