الثلاثاء، 15 فبراير 2011

شرطى وسجين - قصة قصيرة

كان يجلس شبه عار وقد ضم قدميه لرأسه ليبث بها بعض الدفء عبر اطرافه المتجمدة، كان وحيداً فى تلك الزنزانة الكئيبة ولولا ذلك المصباح القذر الذى يشع ضوء باهت لاصبحت مظلمة أيضاً!
كان يطلق أنيناً خافتاً والدموع تحتبس فى عينيه فيطلق بعضها ويبقى على البعض الأخر بينما يتذكر عقله احداث مرت، احداث جعلت أنينه يزداد حتى أقتحم أحدهم الزنزانة بقوة ..
وقف الرجل الذى ميزه زى الشرطة الرسمى امام باب الزنزانة والقى عليه نظرة باردة وقال ساخراً: ماذا تريد؟ أشتقت إلىّ؟
رد الأخر بصوت باكى متقطع: أنا مُضرب عن الطعام، ارجوك تأكد من عدم وجود أى طعام بالزنزانة
ضحك الشرطى بقوة جعلت ضحكته تتردد وقال فى سخرية متشفية: ألا يكفيك ما تأكله من صفعات؟ على أى حال أنا أثق بك، ليلة سعيدة ونلتقى غداً من أجل افطار مميز لزبونى المفضل!
قالها وأغلق الباب خلفه بقوة فثار السجين والقى بكل جسده على باب الزنزانة بينما وقع خطوات الشرطى يبتعد تدريجياً وهنا صرخ السجين قائلاً: أنا لست عدوك، أسيادك هم اعدائك الحقيقيين!
توقف صوت خطوات الشرطى ثم عادت تقترب من الزنزانة ثانية، وهنا ادرك السجين غلطته الفادحة، لم يكن عليه أن يستفز الشرطى!
كانت مجرد فكرة أن يأخذ وصلة أخرى من وصلات التعذيب التى استمرت منذ يوم وصوله تثير جنونه فصرخ قائلاً: لا، يا إلهى، لا!
وأخذ يبحث عن أى شىء، أى سلاح يحتمى به حين وقعت عيناه عليها ..
قطعة حديدية حادة تتدلى من الحائط، إندفع يسحبها بكل قوته بينما الشرطى يفتح الباب، واخيراً اختلع القطعة الحديدية وسقط أرضاً وما أن فتح الشرطى الباب حتى إندفع نحوه السجين يضربه بالقطعة الحديدية على رأسه ويغرسها فى جسده وهو يصرخ بهستيريا: كفى، كفى!
يرددها وهو يطعن ويصرخ كمجانين البربر حتى سقط الشرطى أرضاً، فهم السجين بالهرب ولكن الشرطى أمسك بقدمه!
مال السجين عليه قائلاً: أذهب للجحيم بالله عليك!
فرد الشرطى بصوت متقطع والدماء تتناثر من فمه: أرأيت كم هو ممتع؟ التعذيب والقتل والدماء ..
فرد السجين بصوت باكى ودموعه تنهمر بالفعل: أنت لست بشراً!
فضحك الشرطى واكمل بسخرية: أتعلم ما هو الأكثر متعة؟ ما سيفعله زملائى بك!
وهنا جن جنون السجين فأخذ يطعن فى الشرطى وهو يردد: حيوان مريض!
حتى جحظت عينا الشرطى وشعر السجين بعصا غليظة تصطدم برأسه من الخلف واسودت الدنيا فى عيناه!

تفقد الطبيب الشرعى جسد الشرطى وهو يسجل ملاحظاته على ذلك المسجل الصغير، ثم حك الطبيب الشاب رأسه وقال باشمئزاز محدثاً المسجل: ثلاثون طعنة نافذة بكافة انحاء الجسد وكدمات عديدة بالرأس، ترى أى حيوان مريض فعل به هذا؟


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق