الاثنين، 21 فبراير 2011

حساب قديم - قصة قصيرة

مع إشتعال ثورة الغضب واختفاء الشرطة وتهريب المساجين كان الأمر برمته فرصة للمجرمين وبدأت أعمال السرقة والنهب، وأضطر المصريين إلى تكوين لجان شعبية لحماية ممتلكاتهم البسيطة وفى أحدى هذه اللجان كان يقف سامح مع جيرانه وبيده عصا غليظة وقد صنعوا من عمود إنارة تالف حاجز امام السيارات لتفتيشها ..
كان يتحدث بتوتر مع أحدهم حين ظهرت عربة البوكس الخاصة بالشرطة وتوقفت أمامهم فنظر داخلها بحذر ليجد اثنان من فلول ضباط الشرطة بزيهم الرسمى فقال باستفزاز: البطايق ورخصة العربية!
نظر له الضابط الجالس على مقعد السائق بغضب وأعطاه اياهم بإستسلام وهو يتمتم باشمئزاز: لقد فحصوها أكثر من عشر مرات فى الأكمنة السابقة!
فرد سامح دون أن ينظر إليه: هذا شأنهم!
وبدء سامح يتذكر هذا الضابط وما فعله به منذ عامين، لم يكن بالحدث الجلل ولكنه أهانه بشدة حين تقدم ببلاغ ضد صاحب العمارة الذى وضع على سطحها نقطة تقوية إرسال لشبكة المحمول، سخر منه امام الجميع ووبخه كالطفل الصغير ذلك اليوم، اعاد سامح البطاقات للضابط ثم مال على أذنه وهمس فى سخرية: أنت تعلم ما يحدث لرجال الشرطة هذه الأيام، أرى أن تخلع هذا الزى السخيف!
غادر البوكس مسرعاً فسأل أحدهم سامح بقلق: ماله البوكس، فى حاجة؟
أبتسم سامح وهو يقول: أطمئن، إنه مجرد حساب قديم!


***

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق