لطالما اثقل المعلمون أذان تلاميذهم حين يوبخون أحد
المشاغبين بأسم الوزارة التى ينتمون إليها ويعيدون مراراً وتكراراً إنها وزارة
التربية والتعليم وأن الأدب فضلوه عن العلم، ولكن هذا كان فى الماضى والقليل منهم
يفعل ذلك اليوم، وهم على حق فما فائدة العلم دون أدب ودين يوجهانه للخير؟ للاسف لم
تؤدى وزارة التربية والتعليم الغرض من أسمها فما نسمعه أو نقرأه اليوم عن مدرس
يتقدم للمحاكمة بسبب قسوة عقابه الذى أدى إلى وفاة تلميذ أو عن طالب يصيب معلمه
بعاهة مستديمة يؤكد أن الشق الأول من اللإسم مهملاً إلى حد كبير، أما عن الشق
الثانى فحدث ولا حرج فمشكلة التعليم بداية من مشاكل المحافظات - التى قد لا يحس
بها سكان العاصمة - وصولاً لمشاكل الثانوية العامة فى الوطن بأسره يعرفها الصغير
قبل الكبير وهنا أطرح سؤالاً بسيطاً ..
هل تقتصر التربية على مرحلة عمرية معينة أو على
طلاب المدارس فحسب ليمزجوها بالتعليم؟
إن أهم ما تحتاجه مصر وزارة تسمى وزارة التربية تعكف
على ترسيخ مبادئ الإنتماء والمواطنة وتعليم الناس السلوك الحضارى وتهتم بالتربية
الدينية والفكرية على أسس سليمة مستمدة من ديننا وعادتنا وتقاليدنا ..
قد لا يلاحظ البعض أن هناك وزارة تسمى وزارة
الشباب والرياضة، يجب أن يكون شغلها الشاغل هو الشباب ولكن أتجه كل أهتمامها نحو
الرياضة فلم نسمع يوماً أحد مسئولى الوزارة يفخر بتكريم شاب أخترع شئ ما تحت رعاية
الوزارة أو عن مشروع هام للشباب تحت رعاية الوزارة لذا فمن الواجب وجود وزارة
للشباب تهتم بأحوالهم وطموحاتهم وكيفية النهوض بهم فلو سقط الشباب سقطت الأمة
بأسرها ..
كان الرسول "صلى الله عليه وسلم" يأخذ
برأى الشباب وكان يقول: أتيت برسالتى فأتبعنى الشباب وخالفنى الشيوخ!
فالشباب وحده يستطيع تحريك الأمة نحو غد أفضل، وبالتأكيد
وزارة الشباب ووزارة التربية تحتاجان لوزيران محل ثقة الناس جميعاً وهذا لا يتوفر
فى رجال الاعمال الذين تدخلوا فى الحياة السياسية فدمروها شر تدمير ولنتخذ من
الماضى عبرة ففى العديد من الدول كان اصحاب الاموال الطائلة هم الساسة وكانوا
يستعبدون الشعوب ويدعون أنهم خلفاء الله فى الأرض ويجب على الجميع طاعتهم وما أشبه
اليوم بالأمس وما أشبه عسكرى الامن المركزى بالسوط ..
ورجال
الاعمال فى مصر ينقسمون إلى ثلاث أنواع فالقليل منهم صالحون يراعون الله فى
تجارتهم، وأخرون يسرقون أموال الشعب ويفرون بها للخارج لينعموا بها وحدهم ولكنها
بالتأكيد ستكون سبب هلاكهم، أما النوع الثالث فهم من نجحوا فى دخول الحياة
السياسية سواء عن طريق الوزارة أو مجلس الشعب لأكتساب حصانة تقوى شوكتهم، ولك أن
تتخيل معى رجل الاعمال الشهير وعضو مجلس الشعب عن الحزب الحاكم يهبط من سيارته
متجهاً لدخول المجلس ويرى أبناء وطنه المساكين معتصمين فى الصيف تلهب الشمس رؤوسهم
و يعانون الأمرّين وهو أحد أسباب معاناتهم وهم لا يطالبون بصدقة بل يطالبون
بحقوقهم فيتجاهلهم فى ضيق، عندها ستدرك أن الوزراء ونواب مجلس الشعب يجب ألا يكونوا
أمثال رجال الاعمال الفاسدين ونواب الرصاص الماجنين وحقيقة لا أعلم كيف ينام هؤلاء
وهم يعلمون أن الملايين من الناس لا تجمعهم بهم إلا علاقة كراهية وسخط واحتقار
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق